حمّلت الأممُ المتحدةُ السعوديةَ مسؤوليةَ الأزماتِ الكارثيةِ في اليمن، وكشَفت عن أوضاعٍ مأساويةٍ يعيشُها اليمنيونَ كباراً وصغاراً بسببِ العدوان، ما دفعَ المنظمةَ الدوليةَ الى إرسالِ وفدٍ للإطلاعِ على الأوضاعِ داخلَ البلادِ بشكلٍ ميداني.
فيما تدقّ المنظمات الأممية والدولية ناقوس الخطر على أراضي اليمن الذي يقبع تحت العدوان منذ أكثر من عامين ونصف العام، امتدت على مدار أيام العدوان أزمات اجتماعية واقتصادية وإنسانية، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية عن حاجة أكثر من 11 مليون طفل يمني لمساعدة إنسانية بسبب حرب السعودية، ما دفع الأخيرة للإمتعاض.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وصف الأزمة بأنها “كارثية”، مشيرا الى أن الأطفال يواجهون “أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، وتفشي وباء الكوليرا بشكل غير مسبوق”، حيث يتعرض أطفال اليمن الى حرمان من وصول الخدمات الصحية والغذائية الأساسية اليهم، مايجعلهم غير قادرين على تحقيق إمكاناتهم. المكتب الأممي أضاف أن الأطفال في اليمن يموتون من أسباب قابلة للوقاية مثل النقص الغذائي والاسهال والتهابات الأجهزة التنفسية، وتأتي هذه الكوارث بالتزامن مع تأرجح النظام التعليمي الذي أصبح على وشك الانهيار.
ومع تسبب السعودية بجعل 7 ملايين يمني عند حد المجاعة وفق التقارير الأممية، أعربت الرياض عن ما سمته بـ”الأسف” لاستناد مقررين أممين على “صحف صفراء” على حد زعمها، في محاولة لنفض الاتهامات عن كاهلها بالتسبب بالكوراث المفجعة بحق اليمنيين.
ولم تتقبل الرياض تحميل الأمم المتحدة لها مسؤولية الأزمة الكارثية في اليمن، إذ ادّعت السكرتير الأول في الوفد الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة نورة الجبرين، حرص بلادها على الحق في الغذاء للشعوب كونه من المبادئ الإنسانية، وعمدت الى تبرير العمليات العسكرية التي تشنها المقاتلات السعودية على اليمنيين.
ومع ارتفاع حجم الأزمات الكارثية في أفقر بلدان المنطقة، يبدأ وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة مارك لوكوك، زيارة إلى اليمن، الثلاثاء، تستغرق خمسة أيام للإطلاع بشكل مباشر على الآثار الصادمة التي خلفتها الحرب على الشعب والبحث عن سبل تعزيز الاستجابة الجماعية للاحتياجات الإنسانية العاجلة.