لا يبدي المواطنون في السعودية تفاؤلاً في مقارباتهم لمستقبل مشروع “نيوم”، خاصة في ضوء فشل المشاريع التي أعلنها ولي العهد محمد بن سلمان ضمن “رؤية 2030”.
تقرير ابراهيم العربي
مشروع “نيوم” أو مدينة الأحلام السعودية، التي تقع على مقربة من فلسطين المحتلة، ستفتح باب الاستثمار أمام الشركات الخاصة من مختلف الجنسيات والدول والحكومات، بما فيها إسرائيل، بينما ستترك المواطن السعودي في معاناة ظهرت أولى ملامحها بإعلان ولي العهد محمد بن سلمان أن المشروع سيخصص لـ”الحالمين فقط”.
يجد المواطن السعودي، الذي اعتاد على مواجهة الخيبات عند كل مشروع اقتصادي تعلن عنه الرياض، نفسه مع إطلاق مشروع “نيوم” أمام توجس جديد، وقد فشلت سياسات ابن سلمان عن احتواء النزيف الاقتصادي المستمر، خاصة وأن المشاريع التي أُعلنت منذ إطلاق “رؤية 2030” في عام 2016، لم تأت بنتائج إيجابية، بل تعرضت لخسائر قدرت بالمليارات، كحال الخسارة التي مني بها صندوق الاستثمارات السعودي بعد استثماره 3.5 مليار دولار في شركة “أوبر” عام 2016.
واعتبر مراقبون أن أولوية السعودية لا يجب أن تكون في المشاريع ذات الطابع الترفيهي أو في تلك التي تتحدث عن مشاريع مستقبلية غير واضحة المعالم، كحال “نيوم”، والذي لم يخل من وعود باستثمارات في قطاعات مستقبلية لم يصار إلى تحديدها، حتى أن ما تم الحديث عنه يتخطى قدرات وكفاءات المواطن السعودي، ما يعني أنها مشاريع تستهدف العنصر الأجنبي بالمنحى الاول.
سلط متابعون لحيثيات مشروع نيوم الضوء على نزاهة مدير المشروع كلاوس كليفيند، الاقتصادي الذي أثنى محمد بن سلمان على خبرته وكفاءته، بينما يظهر من ماضيه العملي أنه أبعد ما يكون عن النزاهة، وفي هذا أُعيد نشر تقارير صحافية غربية تتهم الرجل الذي سيأتمنه ولي العهد على 500 مليار دولار من اموال دافعي الضرائب السعوديين، بأنه تسبب بتبديد ما يصل إلى مليار دولار أثناء إدارته لشركة “سيمينز” الألمانية.