وصفت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية مشروع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمدينة “نيوم” بأنه “خيال علمي صعب التنفيذ”، في ظل التغييرات التي تحصل في البلاد.
تقرير: سناء ابراهيم
يبدو أن حجم المشروع الذي طرحه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مجال الطاقة وعرف باسم “نيوم” صعب التطبيق والتنفيذ، في ظل العجلة الاقتصادية المتعثرة في السعودية وحاجته إلى 500 مليار دولار، ما دفع بالمحللين إلى اعتبار المشروع أشبه بـ”الخيال العلمي”.
ولفتت مجلة “فورين بوليسي” الانتباه، في تقرير، إلى أن خطة “نيوم” “قد تستغرق عقوداً من الزمن إذا حدث ونُفذت، نظراً إلى طبيعة المنطقة التي تنوي الرياض إقامة المشروع عليها، والحاجة إلى الكثير من التقنيات والأنظمة التقنية للتنفيذ، مشيرة إلى أن الخطط التي تقودها السعودية مثل “نيوم” تفتقد إلى النظام التكنولوجي الطبيعي الذي يمتد من الأسفل إلى الأعلى، والذي يولد الابتكارات”. وفي الوقت نفسه، فإن “مدن الخليج التي يأمل مشروع نيوم منافستها، مثل دبي وأبوظبي والدوحة، قد سبقت المملكة بأكثر من 10 سنوات”.
وفيما يطمح ولي العهد السعودي إلى القفز بالمملكة وتخطي حاجز الزمن لتحقيق طموحه في بناء مشاريع كبرى تضاهي مثيلاتها في دول الخليج المجاورة، أشارت المجلة إلى أن طرح المشروع “لن يقدم الكثير في البداية لمعالجة التحديات الجوهرية التي ألهمت “رؤية 2030″، مثل بطالة الشباب، والبيروقراطية المتضخمة، وتخلف نظم التعليم والصحة، والتي لم يعالج منها أيا من المشكلات”.
واعتبر المحلليْن في “مركز استشارات المخاطر لدول الخليج”، جيورجيو كافيرو وثيودور كاراسيك، أن “نيوم” “يثير تساؤلات جدية حول مدى واقعية هذا التغيير الكبير في المملكة، كما أنها تجذب الانتباه إلى عدد كبير من المشكلات التي لا تزال المملكة تعاني منها”.
بحسب “فورين بوليسي”، فإن “التحدي الكبير أمام ولي العهد هو أن يحلُم أحلاماً كبيرة، ولكن يجب ألا تكون أكبر مما يمكن تحقيقه”، مشيرة إلى أن “عدداً قليلاً من الناس يشكو في العلن، إلا أن التغييرات الجارية في البلاد قد تحول الشكوى إلى انتفاضة، تتمثل في رفض الإصلاحات والدفع بطريقة عكسية تؤخر بعض المشاريع أو تعطل الموافقات عليها، وهو ما يشي بفشل مشاريع محمد بن سلمان”.