لم يُخف مسؤولوا كيان الاحتلال الصهيوني ارتياحهم لاستقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، معتبرين أنها تخدم الموقف الدعائي لإسرائيل.
تقرير ابراهيم العربي
شكلت استقالة الحريري مفاجأة مدوية للقوى السياسية في لبنان وصدمة أعادت القلق إلى هذا البلد على كل المستويات، السياسية والأمنية والمالية.
وكعادتها، تحاول إسرائيل الدخول على الأزمة اللبنانية من بوابات عدة، حيث أجمعت المؤسستان السياسية والعسكرية الإسرائيلية على أن الاستقالة تدعم الموقف الإسرائيلي من “حزب الله” اللبناني، مستغلة هذا الحدث للتحريض ضد إيران ودعوة المجتمع الدولي إلى مواجهتها.
ورأى محلّلون إسرائيليون أن استقالة الحريري تعني قرع طبول الحرب بين السعودية وإيران، وأن فراغ سدّة رئاسة الحكومة في لبنان سيمنح إسرائيل الشرعية الكاملة للدخول في معركة ضد “حزب الله”.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرار استقالة الحريري بمثابة “دعوة مدوية للعالم كي يستيقظ ويتوحد في مواجهة العدوان الإيراني الذي لا يهدّد إسرائيل فحسب، بل يهدد الشرق الأوسط برمته”، على حد تعبيره.
من جانبه، أكد وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، استعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة الخطر الناجم عما سمّاه الحلف الذي تقوده إيران.
أما المحلل السياسي الإسرائيلي، آفي سخاروف، فرأى، في مقال نشره موقع “واللا” الإلكتروني العبري، أن استقالة الحريري “ستلعب لصالح إسرائيل وأنها الرابح الوحيد مما حصل”.
من جهتها، قالت محلّلة الشؤون العربية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، سمدار بيري، إن إسرائيل “متورطة بشكل أو بآخر في السياسة اللبنانية، واستقالة الحريري، وتركه لبنان منقسما ستتأثر به إسرائيل حتماً”.
ووصفت وزارة الخارجية استقالة الحريري بـ”سيناريو صهيوني سعودي أميركي”، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن “استقالة الحريري جاءت لتأجيج التوتر في لبنان والمنطقة، والرابح الوحيد سيكون إسرائيل وليست الدول العربية والإسلامية”.
بدوره، اعتبر المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني في الشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان أن إعلان الحريري الاستقالة من السعودية “إجراء متسرع يصب في مصلحة الكيان الصهيوني، خاصة وأنها جاءت في مرحلة هزيمة “داعش” واشنطن وتل أبيب، فضلاً عن انكسار مؤامرة التقسيم”.