تتحول المملكة بالإعتقالات والاغتيالات من “السعودية” إلى “السلمانية”، عبر احتكار سلمان ونجله لجميع مفاصل السلطة، بغطاءٍ أميركيّ واضح.
تقرير عباس الزين
“شاء من شاء وأبى من أبى، إبني سيعتلي العرش”، هذا كان كلام الملك سلمان، الموجه إلى بعض أمراء العائلة الحاكمة خلال اجتماع في الرياض، أواخر شهر أكتوبر / تشرين الأول 2017، وفق ما ذكره موقع “تاكتيكال ريبورت” الإلكتروني المتخصص في تقديم معلومات استخباراتية في الشرق الأوسط.
في الاجتماع أخبر الملك سلمان، شقيقه أحمد، وزير الداخلية السابق، بأنه من الأفضل للأمراء المعارضين أن يتعهدوا بالولاء لابنه محمد في هذه المرحلة، فرفضَ أحمد، وبرر رفضه بأن ولي العهد لا يلبي الشروط المطلوبة للخلافة، لكنه أكد لسلمان بأنه سيلتزم، بعدم الوقوف مع أمير آخر ضد إبنه.
أكد مسلسل الاحداث المتسارع أن الاجتماع الذي ضم إلى جانب أحمد، ولي العهد الأسبق مقرن بن عبد العزيز، كان التهديد الأخير الذي وجهه سلمان إلى إخوته النافذين بضرورة مبايعة نجله، والترويج له ملكاً في الأسرة الحاكمة، وما كان يمر على الاجتماع أسبوع حتى قُتل منصور إبن مقرن في حادث تحطم مروحية في محافظة عسير أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنه كان مدبراً، وبينما أكدت مصادر سعودية أن أحمد بن عبد العزيز وضع قيد الإقامة الجبرية، انتشرت أنباء تشير إلى تمكنه من الفرار إلى الولايات المتحدة، قبل ساعات من تنفيذ حملة الاعتقالات، بحق العديد من أمراء الأسرة الحاكمة.
تؤكد التطورات تلك أن الاجتماع لم يخرج بالنتائج المرجوّة للملك، إذ أن عدم معارضة الأمراء وصول إبن سلمان ليس كافياً، في الوقت الذي يتبوؤن فيه مناصب سياسية، ولهم نفوذ إقتصادي داخل وخارج المملكة.
يسعى الملك سلمان إلى تحويل السعودية إلى “المملكة السلمانية” باحتكاره جميع جوانب الحكم السياسية والإقتصادية والعسكرية، دوناً عن باقي الأسرة الحاكمة، بحسب ما ذكر الكاتب الأميركي توماس فريدمان، معتبراً في مقال في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن ما يقوم به إبن سلمان هو “لعبة سلطة متهورة”، في حين رأى روبن رايت، في مجلة “نيويوركر” الأميركية أن ما يقوم به ولي العهد من حملة تطهيرٍ داخل العائلة الحاكمة تأتي بدعمٍ تكتيكي من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي أثنى على تحركات ولي العهد، إذ اعتبرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أن الأخير ما كان ليجرؤ على القيام بما قا به، لولا الدعم الذي وجده من طرف ترامب وصهره جاريد كوشنر الذي زار السعودية سراً، قبل أيامٍ من حملة الإعتقالات.