تسلّط “المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان” الضوء على قضية الأطفال المعتقلين في زنازين الرياض، مشيرة الى الأحكام المستندة الى اعترافات منتزعة تحت التعذيب، وتطالب بالإفراج الفوري عنهم.
تقرير: سناء ابراهيم
مع تمسّك السلطات السعودية بقراراتها القضائية بحق الأطفال المعتقلين في السجون استناداً الى محاكمات تفتقد لأبسط شروط العدالة والحقوق الإنسانية، تضع المنظمات الحقوقية قضايا الأطفال الذين يقبعون خلف أقبية السجون والمعتقلات في المملكة على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
تحت عنوان “التعذيب في السعودية: نهج لا يستثني الأطفال”، تكشف “المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان”، عن تقرير تم إعداده على مدى أربع سنوات، وثّقت خلاله جرائم التعذيب التي تطال الأطفال، ويتم تمريرها عبر أجهزة قضائية وأمنية متعددة، في مقدمتها المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض والتي تعنى بقضايا الارهاب.
“الأوروبية السعودية”، تندد بتعاطي الرياض مع الأطفال ومعاقبتهم على أسس الإرهاب، مع تعريضهم للتعذيب وأبشع ألوان المعاملة السيئة والحاطة للكرامة، وتتخذ أحكاما بحقهم استناداً الى اعترافات منتزعة تحت التعذيب والإكراه.
توثّق “الأوروبية السعودية” حالات تعود لضحايا تم اعتقالهم حينما كانوا في عمر أقل من 18 عاماً، وبعضهم اعتقل حينما بلغ 18 عاماً، إلا أن التهم التي وُجهت لهم وحوكموا عليها تعود لعمر أقل من ذلك، ومن بين الأطفال الذين لا يزالون خلف القضبان، مرتجى عبدالله القريريص الذي اعتقل في سن الـ 13 عاماً، ووضع في زنزانة إنفرادية، ولم يصدر بحقه حكم حتى الآن؛ وعبد الله حسن الزاهر الذي اعتقل بعمر 15 عاما، وحين الإمساك به بدأوا بضربه عدة مرات بأعقاب الأسلحة حتى سقط أرضا ودمه ينزف، وحكم عليه بالإعدام وقد يقطع رأسه في أي لحظة، وعلى المنوال عينه، اعتقل علي محمد النمر المحكوم بالإعدام، بعمر 17 عاما، بعد دهسه بسيارة الشرطة. كذلك، داوود حسين المرهون محكوم بالإعدام، وكان قد اعتقل بعمر 17 عاما، وتعرض لشتى أنواع التعذيب الذي انعكس على تدهور صحته.
عبد الكريم محمد الحواج، الذي اعتقل بعمر 18 سنة، وحوكم على تهم بينها ما يتعلق بعمر 16 سنة. تعرض لضروب من التعذيب، محكوم بالإعدام، وسلمان أمين قريش اعتقل حينما كان عمره 18 سنة، وضع في زنزانة انفرادية لمدة ثلاثة أشهر. وحُكِم عليه بالإعدام، كذلك، مجتبى نادر السويكت المحكوم بالاعدام على اتهامات وجهت له بعمر 17 عاما.
وقد نفّذت الحكومة السعودية الإعدام بحق الطفل علي سعيد آل ربح في يناير 2016، واحتفظت بجثمانه حتى اللحظة.