تقرير إبراهيم العربي
بعدما أثار تمادي وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان خلال الأزمة مع لبنان التساؤلات عن فائض القوة الذي ينطلق منه في تصريحاته، ترك غياب تغريداته على موقع “تويتر” جملة استفهامات كبيرة، أجابت عنها وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية للأنباء.
وأشارت الوكالة، في تقرير، إلى أن القلق الأميركي من التهوّر السعودي صار كبيراً، إلى درجة أن السبهان تلقّى “توبيخاً حاداً” من مسؤولين أميركيين خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن.
يتناول التقرير كيف كان السبهان، أكثر المحيطين بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ظهوراً في المشهد، عبر تغريداته النارية التي طالما أطلقها ضد إيران وحلفائها، كما أشار إلى مشاهد ظهر فيها قبل وبعد استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.
ويسلط التقرير الضوء على مشهدين مهمين، حين سافر السبهان في مارس / آذار 2017 إلى واشنطن مع ابن سلمان الذي عُيِّن بعدها في يوليو / تموز 2017 وريثًا للعرش. لكن رحلة للسبهان لاحقة إلى واشنطن في وقت سابق من شهر نوفمبر / تشرين الثاني 2017 لم تكن على ما يرام.
بعد أيام من استقالة الحريري، التقى السبهان بمسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، حيث تلقّى توبيخا قاسيا منهم، وطالبوه بوقف تغريداته الاستفزازية، كما سألوا عمن أعطاه الحق في تقويض استقرار لبنان، في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تدعم القوات المسلحة اللبنانية، وتستضيف البلاد أكثر من مليون لاجئ سوري، وفقاً لشخص مطلع على نتائج الاجتماع تحدث لـ”أسوشيتد برس” شرط عدم الكشف عن هويته.
منذ فترة انتدابه سفيراً للمملكة في العراق عام 2015، سجل السبهان خروجاً عن مألوف الدبلوماسية في الحذر وانتقاء العبارات وطرق إيصال الرسائل السياسية، وبعد استدعائه من العراق وتعيينه وزيراً، بدأ بتركيز سهامه على الدور الإيراني في سوريا وباتت تغريداته المنتظمة في هذا الصدد منجماً لتوضيح المواقف وإرسال الرسائل.
وفي خطوة غير مألوفة دبلوماسياً أيضا، قام السبهان مطلع أكتوبر / تشرين الأول 2017 بزيارة غير معلن عنها إلى مدينة الرقة السورية، حيث أتاها برفقة المبعوث الأميركي الخاص لمكافحة تنظيم “داعش”، برت ماكغورك. وتردد أنه جاء المدينة المنكوبة لتسلم نحو 100 أسير سعودي ينتمون إلى التنظيم، بحسب الوكالة.