تقرير محمد البدري
تمتد العلاقات السعودية – الإسرائيلية التي بدأت تظهر إلى العلن مؤخراً، بشكل متسارع، إلى عقود مضت، تحت إشراف بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق لدى واشنطن والمدير السابق لمجلس الأمن القومي السعودي، وفق ما ذكر البروفسور إيميل نخلة.
نخلة، الذي كان ضابطاً في الاستخبارات الأميركية، قبل أن يصبح مديراً لـ”برنامج التحليل الاستراتيجي للإسلام السياسي”، ذكر ضمن مقالٍ في موقع “لوب لوغ” الإلكتروني الأميركي، أن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين السعودية وإسرائيل كان على نحو متردد وخفي في التسعينات، ولكنه توسع بشكل كبير وأصبح أكثر علناً منذ مطلع القرن الحادي والعشرين.
مع صعود محمد بن سلمان إلى السلطة في السعودية، وموقفه العدواني اتجاه إيران، ومؤخراً “حزب الله”، إلى جانب الحرب الفاشلة في اليمن واستيلائه على السلطة في المملكة تحت ذرائع مكافحة الفساد، انضمت المملكة بشكلٍ شبه علني إلى إسرائيل ضمن جهود وقف انتشار ما تعتبره السعودية “نفوذاً إيرانياً”، إذ يعتقد إبن سلمان بشكل ساذج، وفق نخلة، بأن “الحلف السني” هو البديل المناسب لتقييد مكانة إيران الإقليمية، وأنه سيكون أكثر استساغة لدى الجمهور الغربي وصناع القرار، بما في ذلك “الحكومة اليمينية” في كيان الإحتلال.
رحب الاحتلال بحملة إبن سلمان المناهضة لإيران، خاصة أن الأخير قد وسع جبهة المعاداة عبر اتهام لبنان بإعلان الحرب على المملكة، وهو ادعاء مثير للسخرية، كما يصفه نخلة، حيث أن إبن سلمان يأمل في تعزيز علاقاته مع الاحتلال لأن حكومته تعتبر لبنان فناء إسرائيل الخلفي، و”حزب الله”، عدوهم اللدود.
شكلت الاتصالات الاستخباراتية السعودية مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، وفقاً لنخلة، جزءاً من توسيع العلاقات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ودول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً البحرين والإمارات. وعلى الرغم من أنه لا يزال ناشئا، فإن التحالف السعودي – الإسرائيلي بشكله العلني في الأهداف يعد أحد المصالح الملائمة والمشتركة للطرفين.
يؤكد نخلة أن استراتيجية بناء التحالفات هذه تهدف فقط وبشكل أساس إلى خدمة مصالح السعودية وليس الأمة الإسلامية وليس القومية العربية، وبالتأكيد ليست القضية الفلسطينية.