تقرير ابراهيم العربي
ينسجم اقتراح الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن مع مجمل الرؤى لدى كيان الاحتلال التي تستثني حل الدولتين. عبَّر عن هذا الطرح روبن سيرز، المدير في مجموعة التحليل الاستراتيجي “إيرنسكليف”.
وتحدث سيرز، في مقالة له في موقع “ذا ستارز” الإلكتروني الكندي، عن لقاء جمعه وبعض الزوار الغربيين برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون في إحدى مزارع الأخير، ولدى سؤال شارون عن مكان وجود فلسطين بالنسبة إليه، أشار إلى خارطة أمامه واضعاً إصبعه على الأردن.
وربط سيرز بين ما حصل في الماضي وبروز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي يلتقي مع شارون في وجهة نظره حول القضية الفلسطينية، لافتاً الانتباه إلى أن التحركات التي وصفها بـ”الجريئة” لابن سلمان تهز سياسة الشرق الأوسط.
ويتحدث كاتب المقال عن أن معظم النقاد الدوليين يشككون في دوافع ابن سلمان وقدرته على إحداث تغيير هائل، وخاصة في ظل الخشية من أن تتسبب سياساته باندلاع حريق على مستوى المنطقة.
ويتابع سيرز القول إنه أمام تراجع نفوذ السعودية وتصاعد الدور الإيراني، فإن ابن سلمان عازم على كسر هذا التراجع، وهو ما تجلى بالانفتاح على العراق، بالإضافة إلى دفع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الاستقالة، والذي وصفه سيزر بأنه “فاجاً العالم”.
لكن الأكثر إثارة للدهشة، بحسب سيرز، هو تعامل ابن سلمان مع الملف الفلسطيني، وأنه دفع الإمارات إلى دعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي استطاع ان يجمع حركتي “حماس” و”فتح” ويدفعهما إلى محادثات جادة لتقاسم السلطة للمرة الأولى، ليتبعها مفاجأة تسريب معلومات عن علاقات استخباراتية وغيرها بين السعوديين والإسرائيليين والتي ظلت سراً خلال السنوات الماضية، ليُعلن أن الهدف منها هو التصدي لإيران.
وأشار سيرز إلى أن السعودية وإسرائيل ترى في حكومة فلسطينية موحدة أملا بأن تنتج جيلاً جديداً من القادة الفلسطينيين سيسعى إلى إحلال ما سماه بـ”السلام”، كقاعدة لإنهاء نفوذ “حماس” في المستقبل، وكل توجه يعادي كيان الاحتلال.
ويختم سيرز مقاله بالقول إنه في حال التوصل إلى تسوية في الضفة الغربية وغزة بحسب ما تخطط له السعودية وإسرائيل، فإن “الفوز سيكون حليفهما، ما من شأنه أن يمكنهما من توجيه ضربة قاضية لإيران وحلفائها”.