كشفت وثائق مسرّبة من وزارة الداخلية السعودية الى السفارات المنتشرة في دول العالم، عن تحوّل دور السفارات الى استخباراتي ونسف الدبلوماسية لتحقيق مآرب السلطات في الرياض، ولعل استغلال فريضة الحج أكبر دليل على ذلك.
تقرير: سناء ابراهيم
إلى الواجهة مجدداً سياسة السعودية في التعامل مع الحجاج والاستئثار بإدارة الموسم، وتسييس الشعائر الإسلامية بما يتوافق مع مصالحها، ويوماً بعد آخر تتكشف فصول الرياض وخطواتها في تحريك سياسات الرشاوى والمزاجية والاساليب الملتوية لتطويع الدول في الاحتكام لسياساتها، إذ كشفت مراسلات سرية لوزارة الخارجية السعودية لبعض السفارات المنتشرة في العالم.
موقع “بوابة الشرق” الالكترونية، كشف عن سلسلة من الوثائق المسربة عبر موقع “ويكيليكس”، والذي تتضمن أساليب منح تأشيرات الحج واستخدامها لتحقيق مهام سياسية واستخباراتية، وتؤكد البرقيات أن المزاجية والاستهانة بالحجيج وسوء المعاملة والأساليب الملتوية وعدم توفير الخدمات هي العنوان الأبرز للسياسة السعودية الرسمية المتبعة في إدارة شؤون الحجيج.
وزّعت السعودية على سفاراتها 345 ألف تأشيرة تمنح تحت بند المجاملة والاستخدام السياسي، لتصبح وسيلة للضغط وشراء الذمم ومكافأة من يتعاون معهم لأداء الفريضة، وفي المقابل استخدام سياسة الحرمان من تأشيرات الحج ضد كل من يختلفون معهم في الرأي أو الموقف السياسي، وفق إحدى المراسلات، حيث تمت إزاحة الستار، عن كيفية الاستخدام السياسي لحصص الدول من الحجاج، وتظهر توصيات أن الموافقة على منح حصص خاصة أو زيادة حصص بعض الدول أو رفض الطلبات تعتمد على الموقف السياسي من الدولة دون اعتبار للمعايير الموضوعة من منظمة المؤتمر الإسلامي، اذ رفضت الوزارة طلب لزيادة حصة ليبيا، بينما توافق على زيادة لحصة مصر لتحييد الأطراف الرسمية المصرية والإعلامية، كذلك تكشف الوثيقة عن رفض السعودية طلباً من الحكومة العراقية زيادة حصتها بمقدار 2000 حاج فقط، بينما منحت بشكل سري 6000 تأشيرة لثلاثة شخصيات سياسية عراقية، لأهداف سياسية.
السعودية استخدمت تأشيرات الحج والعمرة، للإيقاع بمعارضين، وهو ما حصل مع حجاج من ليبيا، الذين منحوا تأشيرات من قبل السفارة السعودية في طرابلس وتم اعتقالهم بمجرد وصولهم إلى السعودية، وهو مثال يكشف سلوك الرياض في استغلال الحج والعمرة لتحقيق أهداف سياسية.
مراسلات الخارجية السعودية، وتسريباتها، تكشف عن تحول دور السفارات واستغلال السلطات للدور الدبلوماسي وتحوله الى دور استخباراتي وخدماتي لمصالح السلطة السعودية داخل الحدود وخارجها.