فيما تسود مخاوف من مخطط (أميركي-سعودي-إسرائيلي) لتقسيمِ فلسطين المحتلة، شدَّد مراقبون على أنه “لو وضعَ السعوديون شيئاً يُشبه الخطَّ الأحمر” أمام إدارة ترامب لَما اتخذ خطوتَه المسمومة تجاهَ القدس المحتلة.
تقرير: سناء ابراهيم
على الرغم من التنديد الشعبي والإنتفاضة الفلسطينية رفضاً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة بإعتبارها عاصمة لكيان الإحتلال “الاسرائيلي”، لم تحرك السعودية ساكناً وسط الاتهامات الموجهة لها بالتخاذل والتواطؤ مع الأميركيين و”الاسرائيليين” على حساب القضية الفلسطينية، ولم تجهد نفسها لإطلاق صرخة إستنكار للقرار، تمهيداً لعقد ما أطلق عليه “صفقة القرن”.
إكتفت السعودية وعبر “ديوانها الملكي”، بوصف قرار ترامب بأنه خطوة “غير مبررة وغير مسؤولة”، و”تمثل تراجعا كبيرا في جهود الدفع بعملية السلام“، حيث تعمل الرياض خلف الكواليس عبر ولي العهد محمد بن سلمان على الترويج لخطة جديدة تمهّد لفرض ما سمي بعملية السلام من وجهة نظر الأميركيين والسعوديين بما يخدم المصلحة “الاسرائيلية”، حيث من المقرر ان يتم الإعلان عن هذا الاتفاق الذي خطط له محمد بن سلمان وصهر ترامب جاريد كوشنر، في بداية العام المقبل.
“مسؤولون عرب يقولون في أحاديثهم الخاصة إن الرياض تشارك فيما يبدو ضمن استراتيجية أمريكية أوسع نطاقا لوضع خطة سلام إسرائيلية فلسطينية لا تزال في مراحلها الأولى”، هذا ما كشفت عنه وكالة “رويترز”، نقلا عن أربعة مسؤولين فلسطينيين طلبوا عدم ذكر أسمائهم.
وبحسب هؤلاء فإن ابن سلمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس ناقشا بالتفصيل صفقة كبرى من المقرر أن يكشف عنها ترامب وصهره ومستشاره جاريد كوشنر في النصف الأول من عام 2018، ولفت أحد المسؤولين الى أن ابن سلمان طلب من عباس إبداء دعمه لجهود السلام التي تبذلها الإدارة الأمريكية عندما التقيا في الرياض في نوفمبر الماضي.
وعلى غرار إتفاقية “سايكس بيكو”، ظهر المخطط الأميركي السعودي الاسرائيلي لتقسيم فلسطين المحتلة بما يتلاءم ومصالح الاحتلال، اذ كشف أحد المسؤولين الفلسطينيين عن أن المقترح الاميركي يقضي “بتأسيس ”كيان فلسطيني“ في غزة وثلاث مناطق إدارية بالضفة الغربية في المنطقة ”أ“ والمنطقة ”ب“ و10 بالمئة من المنطقة ”ج“، التي تضم مستوطنات اسرائيلية، على أن تبقى المستوطنات بالضفة الغربية كما هي، ولن يحصل الفلسطينيون على حق العودة، فيما ينص على السماح بانتشار المستوطنات ومنح السلطة لكيان الاحتلال.
شادي حميد الباحث لدى معهد بروكينجز في واشنطن، استبعد أن تعترض أغلب الدول العربية على إعلان ترامب لأنها تجد نفسها أكثر اصطفافا مع إسرائيل، موضحا انه “لو كان السعوديون، بمن فيهم ولي العهد نفسه، مشغولين بشكل خاص بوضع القدس، لاستخدموا وضعهم المميز كحليف كبير لترامب وضغطوا عليه للامتناع عن مثل هذه الخطوة المسمومة التي لا داعي لها”.