أخبار عاجلة
وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلية يسرائيل كاتس

دعوة إسرائيلية إلى ولي العهد السعودي لزيارة تل أبيب

تقرير محمد البدري

هي دعوةٌ رسمية، إذن، لزيارة كيان الاحتلال، وجهها وزير شؤون الاستخبارات في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ما يضفي على تلك الدعوة أبعاداً سياسية وعسكرية وأمنية، للعلاقة بين الكيان والسعودية، بأنها جاءت من وزير استخبارات إسرائيلي، خلال مقابلةٍ أجرتها معه صحيفة “إيلاف” السعودية. وصف كاتس السعودية بأنها “زعيمة العالم العربي”، مقترحاً أن تكون الأخيرة “الراعية” لما يسمى بـ”عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية”، مضيفاً أن “إسرائيل ستكون سعيدة بالمشاركة فى مثل هذه المفاوضات”.

كاتس نفسه كان قد أعلن للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، فور صدور القرار الأميركي بشأن القدس منذ أيام، أن “الإدارة الأميركية قامت مسبقاً بالتنسيق مع قادة من الدول العربية بشأن قرار الرئيس (الأميركي)، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”، وشدد حينها على أنّ الرياض “تأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية المشتركة مع إسرائيل، ولا سيما في مواجهة إيران”، عند بلورتها موقفًا من قرار ترامب.

“إيلاف” كانت قد نشرت، بدورها، مقابلة غير مسبوقة لقائد أركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت، منذ شهر، حيث لفت الأخير الانتباه، خلال المقابلة، الى أن إيران “أكبر تهديد حقيقى للمنطقة”، مؤكداً أن إسرائيل والسعودية “في اتفاق تام حول إيران”، بالتزامن مع نشر مجلة “فوين بوليسي جورنال” الأميركية تقريراً وصفت فيه ابن سلمان بأنه “رجل إسرائيل في السعودية”، معتبرةً أن ولي العهد السعودي “يمكن الاعتماد عليه في مشروع أميركي إسرائيلي طويل الأمد لخلق شرق أوسط جديد”.

كشف قرار ترامب الاخير بشأن القدس بشكلٍ أوضح عمق العلاقة بين قادة الاحتلال والمسؤولين السعوديين. تأتي الدعوة التي تلقاها ابن سلمان لزيارة الأراضي المحتلة كنتيجة حتمية لاستراتيجية مشتركة تجمع الطرفين عنوانها الأشمل هو مواجهة الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة.

في حين يبدو أن تصفية القضية الفلسطينية ستكون أولى تجليات تلك الاستراتيجية التي تسري مفاعيلها برعايةٍ أميركية، تصطدم الرؤية المشتركة للرياض وتل أبيب بانتصاراتٍ بدأ محور المقاومة يستثمر نتائجها بإعلانه عن جبهة مضادة تمتد من بيروت إلى صنعاء، في استراتيجية موحدة هدفها مواجهة التحالف السعودي الإسرائيلي.