تقرير هبة العبدالله
ذاع صيت ولي العهد محمد بن سلمان كثيرا هذا العام. في أكثر من موقع ورد اسمه، وربما يكون صاحب الطموح الشرس لتولي العرش الشخصية الأكثر بروزا خلال هذا العام. لكن هذا الانتشار وهذه الشهرة لا يعنيان أن نجم ابن سلمان قد سطع، وهو المتعثر في خطواته والمتسرع في سياساته والحاكم على المملكة بمفاقمة أزماتها.
علنا أقحم ابن سلمان اسم السعودية في كل الملفات. الصراعات التي أدخلت فيها المملكة جاءت من دون أي تصور لكيفية معالجتها أو طريقة مواجهة العقبات والعواقب فيها.
العداء العلني لإيران وحلفائها ومقاطعة قطر والعدوان الوحشي على اليمن واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني ورط السعودية في مآزق عدة. يمكن القول إن السياسة الخارجية للمملكة فقدت توازنها مع بروز اسم محمد بن سلمان الذي يصفه الكاتب الإيرلندي الشهير باتريك كوكبيرن في مقال لصحيفة “ذا اندبندنت” بصاحب التصرفات المزعجة وغير القابلة للتنبؤ، والتي غالبا ما تأتي نتائجها معاكسة لتوقعاته.
كوكبيرن اعتبر أن المكمن الأول لضعف ابن سلمان تابع لاعتقاد سائد لديه بأن حدود قوة المملكة مفتوحة، يوسعها دعم الرئيس الأميركي وإطراؤه الدائم على ما يخرج به من قرارات. قرارات يغرد بعدها ترامب بإيجاب يوحي بثقة هائلة بابن سلمان فيزيد الأخير غشاوة وتسرعا.
يعرف من يرسم سياسات المملكة ساندا ظهره لترامب أن دعم البيت الأبيض لم يعد يعني دعما كاملا من الإدارة الأميركية المنقسمة حيال رئيسها. فواشنطن التي يغدق رئيسها بالإطراء على ولي العهد لن تقبل بالانجرار ولو بالموافقة على هجوم عسكري على قطر أو إجبار رئيس الحكومة اللبنانية على الاستقالة ويزعجها ما يرشح من اتهامات لها بمساندة الرياض في ارتكاب جرائم إنسانية فظيعة في اليمن.
في المنطقة أيضا لم يعد توازن القوى يميل لصالح السعودية التي أضعفت وحدة مجلس التعاون الخليجي، وفككت تحالفها مع تركيا ومصر وقطر كأقوى الدول السنية.
على جدول الربح والخسارة تراكم الرياض علاماتها على الجانب الخاسر. فاتورة سياسية باهظة ستدفعها الرياض إذا استمر بحكمها شاب يعرف كيف يفرض بالقوة سطوته على الحكم ولديه إحساس مبالغ فيه بقدرته على التعامل مع الشؤون الخارجية، وهو لا يجني كما الآن إلا العواقب الوخيمة.