تقرير ابراهيم العربي
لم تسلم الطفولة الفلسطينية من براثن إجرام الإحتلال الإسرائيلي التي لا تقف عند حدود، حيث كشف محامي الطفل الفلسطيني المعتقل، فوزي الجنيدي تفاصيل اعتقال الطفل وتعذيبه على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي له منذ يوم 7 ديسمبر.
محامي الجنيدي، مأمون الحشيم، أشار الى إن موكله الطفل البالغ من العمر 16 سنة مرر له رسالة حول تعرضه للتعذيب والتنكيل من دون أدنى مراعاة لقواعد الإنسانية.
الجنيدي المعتقل في سجن عوفر، روى كيف تعرض لاعتداء بالضرب على صدره بسلاح ناري من نوع M16، وذلك خلال مروره بالقرب من مواجهات في منطقة شارع التفاح في الخليل. ليتوالى بعدها قرابة 24 جنديّا على شتمه وضربه وهو ملقى على الأرض، مستخدمين الأيدي، الأرجل والأسلحة.
الطفل الذي بات أيقونة إنتفاضة القدس، وصف كيف قيد جنود العدو يديه بقيود بلاسيتيكية أدت إلى إحداث جروح في مكانها، وقد غطّوا عينيه بقماش، واصطحبوه وهو حافي إحدى القدمين إلى منطقة تدعى الكونتينر، وكانوا خلال المسير يقومون بضربه وشتمه، ويزيدون بالضّرب كلما طلب منهم إحضار فردة حذائه التي سقطت من قدمه بفعل الضرب، إلى أن قام أحد الجنود بإجباره على خلع الفردة الثانية، وأكملوا به المسير وهو حافي القدمين.
بعد ذلك تم احتجاز الجنيدي في غرفة معتمة، وقام محققو العدو بضربه وبسكب الماء البارد على قدميه، والدّوس عليهما، وتابع الطفل أنه كان يشعر بأنه سيفقد الوعي من شدّة التعذيب، وقد أصيب برضوض كثيرة في مختلف أنحاء جسده، أدّت إلى رفض إدارة معتقل “عتصيون” استقباله بسبب صعوبة وضعه، فتمّ تحويله إلى إحدى مستشفيات الاحتلال ومن ثمّ إلى معتقل عوفر.
أيقونة إنتفاضة القدس أو الفتى الأسطورة، الذي هزّت صورته العالم، قامت الرسامة الإيطالية أليسيا بيلونزي بتجسيد صورته بلوحة، فألبست الفتى الجنيدي العلم الفلسطيني، في وقت أخفت فيه عمداً وجوه الجنود الإسرائيليين.
بدوره، منح مهرجان “السيدة إنسانية” التشيكي لإبداع الطفولة والتميز الثقافي والفني، “درع الطفولة المعذبة”، للطفل الجنيدي.