تقرير هبة العبدالله
لن يأوي الظل العلاقات الخليجية الإسرائيلية إلى الأبد. شيئا فشيئا تتدرج تل أبيب وأصدقاؤها في الخليج في إخراج الود الذي يجمعهم إلى النور وعلى حساب القضايا العربية.
السباق الخليجي الودي لا التنافسي لتطوير العلاقات مع إسرائيل تتقدم فيه البحرين على السعودية والإمارات. فالمنامة تفوقت على شقيقتيها في فتح الاتصالات الديبلوماسية مع تل أبيب وقد أسرلت وفدا مكونا من 23 شخصية في زيارة إلى كيان الاحتلال بعد أيام قليلة من اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
لم تهتز العواصم الخليجية الثلاث للمحاولة الأميركية لاجتثاث القدس من أصولها العربية المتجذرة في تاريخها الإسلامي المسيحي المشترك، وهي لم تر في إعلان ترامب جهدا ملغوما لإجهاض القضية الفلسطينية، بل أقلقلها في إعلان الرئيس المنحاز لكيان الاحتلال أنه يهدد عملية سلام فرضتها واشنطن كحليف استراتيجي لكيان الاحتلال عملية استسلام.
ووسط غضب عربي شعبي متفاقم وأمام انتفاضة فلسطينية جديدة، لم تتورع دول الخليج عن إظهار حسن نواياها تجاه الاحتلال، وهي صاحبة الباع الطويل في مداراة تل أبيب.
لم يسمع رد من الرياض وأبو ظبي والمنامة على فعل واشنطن بل إن الأخيرة فاقمت من الصمت الخليجي وبادرت إلى فعل مواز بإرسالها وفدا إلى كيان الاحتلال يحمل رسالة سلام من ملك البحرين.
خطوة البحرين التطبيعية ليست فريدة بين أشقائها في الخليج ولا هي تنافسية معهم. تتقدم المنامة إلى المركز الأول ولها دور الممهد لفرض العلاقات مع كيان الاحتلال وكأن البحرين الساعية لقطاف أول علاقات رسمية مع إسرائيل هي الواجهة في علاقات اللامواجهة.
فالسعوديون والإماراتيون تجمعهم أيضا تفاهمات علنية مع الإسرائيليين وقد أبديتا كثيرا من المرونة في التعامل مع حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه لاستدرار القبول الإسرائيلي.
وبرغم متانة التنسيق الأمني والاستخباراتي معها وعمق العلاقات الديبلوماسية التي تجمعها، لا تزال الدول الخليجية مترددة في الاعتراف علنا بعلاقاتها مع الاحتلال أمام الشارع العربي، ما يعد تضاربا بين رغبة تحقيق انطلاقة سريعة وإنجاز تقديم هادئ يعزز الروابط القائمة ويشكل تمهيدا بطيئا للشارع العربي.