تتناسى السعودية استئثارها بإدارة المشاعر المقدسة على أراضيها، وتتجه للإعتراض على إدارة الأردن الأقرب جغرافيا الى فلسطين المحتلة لدور العبادة في القدس المحتلة، ما يشي بتفاقم الهوة بين البلدين ويشي بإنطلاق عجلة الأزمات الدبلوماسية بينهما.
تقرير: سناء ابراهيم
بوادر أزمة دبلوماسية سياسية تلوح في أفق العلاقات الأردنية السعودية، مع تدخل الأخيرة ومعارضتها لوصاية عمان على الأماكن المقدسة في فلسطين المحتلة، خاصة بعد حضور ملك الأردن “القمة الإسلامية حول القدس” التي عقدت في اسطنبول، رغم الضغوط السعودية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تعترض فيها الرياض على وصاية الأردن على الأوقاف الإسلامية في القدس، وذلك خلال الاجتماع الأخير للاتحاد البرلماني العربي، الذي انعقد في العاصمة المغربية الرباط، وقد شهدت الجلسة خلافات لم يسبق لها أن تصدرت بصورة علنية بين المشاركين الأردنيين ونظرائهم من السعودية، بسبب معارضة الرياض لوصاية الأردن على الأوقاف والمقدسات في مدينة القدس المحتلة.
وخلال الدورة الـ24 للاتحاد، حاول الوفد السعودي المشارك الاعتراض وبشدة على رغبة الوفد الأردني في التحدث عن تأكيد الوصاية الأردنية على القدس، ما أفصح عن وجود خلافات رسمية أو علاقات غير طبيعية بين عمان والرياض، حيث اقترح الوفد السعودي خلال الاجتماع منح المسألة “بعدا إسلاميا” أوسع، لكن الوفد الأردني الذي ترأسه رئيس مجلس النواب عاطف طراونة، تصدى للتوصية السعودية، وحصلت، حسب مصادر مشاركة، ملاسنات ونقاشات حادة.
المقدسات في الأراضي المحتلة لم تكن الفتيل الأول للتوتر بين البلدين، فقد تزامن الاجتماع مع اعتقال الرياض للمليادير الأردني من أصل فلسطيني صبيح المصري، قبل أن تطلق سراحه عقب تدخلات من ملك الأردن وعقد تسويات سياسية وفق ما تداولت وسائل إعلامية، فضلاً عن مشاركة الأردن في “قمة اسطنبول” التي انتقدت قرار الإدارة الأميركية تجاه القدس، وهو مشهد غابت عنه الرياض، واذا ما عدنا الى الوراء، يمكن الإشارة الى أن تأجج التأزم بدأ مع معارضة عمّان الانصياع للرياض بالمشاركة في حصار قطر الذي بدأ في الخامس من يونيو الماضي.