أخبار عاجلة
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني

الأكراد يثورون على برزاني

تقرير محمد البدري

من حلم الانفصال إلى كابوسِ العزلة، هذا ما يمكن من خلاله اختصار المشهد السياسي الذي وضع رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، نفسه به، إذ أن تداعيات الاستفتاء الذي قام به البرزاني على انفصال الإقليم لا تزال تلقي بظلالها على الشارع الكردي، أمنياً وسياسياً وعسكرياً.

أوجدت الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول رداً على خطوة برزاني نقمة شعبية على الأخير، إذ أن ردود فعل محلية وإقليمية ودولية نتج منها فرض قيود على الاقليم من قبل الدول المحيطة به وإغلاق كل المنافذ البرية والجوية للإقليم، جعلت الأكراد ينتفضون بوجه سياسات برزاني الفاشلة.

تتواصل المظاهرات الكبيرة في الإقليم، حيث شهد الشارع الكردي تطوراً خطيراً تمثل بإحراق المتظاهرين لمقرات “الحزب الديمقراطي الكردستاني” الذي يرأسه برزاني، بالإضافة إلى الأحزاب الكردية الخمسة الأخرى في ناحية بيره مكرون.

وفي مظاهرة كبيرة جابت شوارع مدينة السليمانية، اتهم المحتجون حكومة الإقليم بعدم الاهتمام بأوضاع المواطنين، مشيرين إلى فشلها في إدارة شئون الإقليم، ومشددين في الوقت ذاته على ضرورة رحيلها. وأطلق المحتجون شعارات تطالب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والبرلمان العراقي بالتدخل، وسط دعوات لقوات “البشمركة” العسكرية و”الأسايش” الأمنية بالانضمام إلى المحتجين.

لم تقتصر المظاهرات على مدينة السليمانية فقط، بل شهدت معظم أقضية الإقليم مظاهرات مشابهة أكد فيه المحتجون أنها ستستمر إلى حين استجابة حكومة الإقليم إلى مطالبهم، في حين أكدت مصادر كردية أن “ثورة عارمة ستنطلق في مناطق الإقليم كافة بسبب سياسات حكومة أربيل الخاطئة”.

وفيما تتسع رقعة التظاهرات ضد برزاني وسياساته، يرى مراقبون أن أسباب تلك المظاهرات تعود بشكلٍ أساس إلى الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة في السنوات الماضية، وخصوصاً بعد قيام برزاني بإجراء الاستفتاء حول انفصال الإقليم عن العراق، حيث تعاني ميزانية الإقليم من عجز مزمن ناجم عن الفساد المالي لمسعود برزاني وزمرته. وما المظاهرات إلا إثباتٌ على أن الشعب الكردي ضاق ذرعاً من سياسات برزاني وسطوته على مقدراتهم.