برنامج سرّي للإمارات لبناء إمبراطورية تجسس في الخليج عبر الإستعانة بضباط غربيين أميركيين وغيرهم، بحسب تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأميركية.
تقرير: ابراهيم شعيب
بعقود مغرية قد تصل إلى 1000 دولار في اليوم والإقامة الفاخرة، دفعت الإمارات أموالا طائلة لمسؤولين سابقين في “سي آي إيه” لبناء إمبراطورية تجسس في منطقة الخليج.
وهذا ما كشفت عنه “فورين بوليسي” الأميركية، في تحقيق أشارت فيه الى إنه في مكان يقع الى الشمال الشرقي من ميناء زايد في أبوظبي، يقوم بعض الغربيين بتدريب الإماراتيين على استخدام أدوات التجسس الحديثة.
التدريب يبدأ بالأساسيات، ندوة في الساعة العاشرة صباح يوم الأحد تحت عنوان “ما هو الذكاء”، وفي يوم الخميس، يتعلم المتدربون كيفية العمل ضمن فرق مراقبة مكونة من 5-6 أشخاص.
خلال الأسبوع الأول، يتحلق المتدربون حول لعبة مطاردة عبر الإنترنت، أما في الأسابيع التالية فإنهم يحصلون على تدريب أكثر تطورا حيث يتم تدريبهم على الحصول على هويات زائفة لاستخدامها عند حضور مناسبات مع المسؤولين، كما يتم تدريبهم حول الأصول الاستخباراتية.
يتدرب المجندون الإماراتيون أيضا في موقع آخر على بعد حوالي 30 دقيقة من قلب مدينة أبوظبي يطلق عليه “الأكاديمية”، وهو مجهز بالثكنات، وساحات إطلاق النار، وأماكن للتدريب على السباحة، وهو مكان يبدو شبيها بمزرعة وكالة المخابرات المركزية في كامب بيري في جنوب شرق ولاية فرجينيا.
ويعد الشخص الرئيسي وراء هذه العملية من التدريب الإستخباراتي، لاري سانشيز، ضابط المخابرات السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وهو يعمل لدى ولي عهد أبوظبي على مدى السنوات الست الماضية لبناء منظومة استخباراتية كاملة من الألف إلى الياء.
لكن سانشيز ليس الوحيد ممن توجهوا إلى الدولة الخليجية لتقديم التدريب الأمني، بحسب “فورين بوليسي”، فقد انتقل ايضا إريك برنس مؤسس “بلاك ووتر” إلى الإمارات لإنشاء كتيبة من القوات الأجنبية التي تخدم ولي العهد، كما أن ريتشارد كلارك يعمل هو الآخر كمستشار كبير لولي عهد أبوظبي بصفته الرئيس التنفيذي لشركة غود هاربور لإدارة المخاطر الأمنية.
لا يعد اعتماد دولة الإمارات العربية المتحدة على الأجانب لتشكيل مؤسساتها الأمنية شيئا جديدا، لكن الدولة الخليجية سعت دوما لإخفاء تفاصيل هذه الجهود بعيدا عن أعين الجماهير.