من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، صوتت 128 دولة من أصل 193 عضواً لصالح قرار عربي إسلامي يعتبر قرار ترامب حيال القدس باطل. وقد أصدرت واشنطن سلسلة من التهديدات بقطع مساعداتها عن كل صوت معارض.
تقرير: سناء ابراهيم
لم تكن واشنطن في الجمعية العامة مرتاحة في تمرير قرارها وجمع الأصوات المؤيدة له كما حدث مجلس الأمن الذي استخدمت فيه حق النقض الفيتو، حيث بدلت الولايات المتحدة سياستها واطلقت حزمة من التهديد والوعيد الى الدول الأعضاء.
في حرم الأمم المتحدة، مارست الإدارة الأميركية سياسة الإبتزاز مع دول العالم، لتطبّق معادلة “المال مقابل التصويت”، وتوعّدت واشنطن الدول التي تعارض قرارها حيال القدس المحتلة، وأطلقت مندوبتها نيكي هيلي، تهديدها بالقول “نحن نسجّل الأسماء” لقطع المساعدات عن أي بلد يصوّت لصالح مشروع إسلامي عربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعتبر قرار ترامب حيل القدس لاغ وباطل.
تهديد وصل الى أسماع 7 دول اختارت التصويت برفض القرار، فيما امتنعت 35 دولة عن التصويت، أما 128 دولة من أصل 193 عضواً في الجمعية العامة، لم تكترث الى تهديدات واشنطن، وصوتت لصالح القرار، المناصر للقدس.
يبيّن التصويت أن البلدان التي تأمل في أن تكون من المستفيدين الرئيسيين من المساعدات الأميركية في عام 2018، أنه لا يمكن شراؤها في التصويت، فقد عارضت دولاً بشكل صريح القرار من على منبر الامم المتحدة، إذ قال ممثل كاراكاس “إن العالم ليس للبيع”.
وقد صوتت كل من مصر والأردن، اللتين تسعيان للحصول على مساعدات بقيمة مليار دولار، ودول مثل أفغانستان ونيجيريا والعراق وأثيوبيا التي تأمل مئات الملايين من الدولارات، جميعهم صوتوا ضد الولايات المتحدة، في حين أن هذه الجرأة لم تكن واضحة وموجودة عند جميع الدول، بينها كينيا التي تسعى للحصول على أكثر من نصف مليون دولار أميركي، وزامبيا.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تساءلت عن الكيفية التي سينفذ بها الرئيس دونالد ترامب تهديده بشأن قطع المساعدات عن الدول التي صوتت ضد قراره في الامم المتحدة، مشيرة إلى أن “قطع المساعدات ليس من اختصاص الرئيس (ترامب)، إنما من مهام الكونغرس الأمريكي، ومن ثم فإن إلغاءها سيتطلب تشريعاً جديداً”.