تغدق الحكومة السعودية بأموالها لبناء المدارس والمساجد والمدارس الدينية الملحقة بالمساجد ومراكز التدريب والتعليم الديني ومراكز الشباب، في البلاد المختلفة من قارة آسيا وأوروبا وإفريقيا، وعبر المشروعات التعليمية تروّج السعودية لنشر فكرهها الوهابي ما يولّد حالات معارضة في الدول المتلقية للدعم، كما هو الحال في ماليزيا.
تقرير: سناء ابراهيم
على الرغم من العجز الإقتصادي الذي تتكبّده السعودية، إلا أن سياساتها القائمة على تمويل الإرهاب ونشر الفكر المتطرف لا تزال قائمة، وسط العمل الدؤوب للرياض لتمويل المدارس الدينية والمساجد في دول اسلامية من بينها ماليزيا، مع تنامي العلاقات بينها والرياض.
علاقات من شأنها أن تساهم في تنامي انتشار الوهابية ما يهدد بتقويض ثقافة ماليزيا القائمة على تعدد الأعراق.
سلسلة من الأحداث تولّد التوتر في ماليزيا إثر نقل الأفكار الوهابية المتواجدة في السعودية اليها، من تأييد الحكومة الماليزية لمشروع قانون في البرلمان يوسع صلاحيات المحاكم الشرعية لإصدار أحكام جنائية على المسلمين في ولاية كيلانتان، ومساندة مسؤولين دينيين مغسلة تقتصر خدماتها على المسلمين فقط تدخلت الأسرة المالكة في البلاد لتدعو الى التناغم الديني، أمور دفعت بالماليزيين الى التنبه لما يصار إليه على أراضي بلادهم من نقل ممارسات سعودية اليها، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” في تقرير.
رئيسة جماعة “أخوات في الإسلام” المعنية بالحقوق المدنية، مارينا مهاتير، ابنة رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد، وجهت انتقاداً لاذعاً للحكومة بشكل علني، بسبب سماحها “بتعريب” ماليزيا، منتقدة التأثير السعودي على الإسلام في ماليزيا “جاء على حساب الثقافة الملاوية التقليدية”.
العلاقات السعودية الماليزية أصبحت في أوجها منذ أصبح نجيب عبد الرزاق رئيسا للوزراء في 2009 وبدأ يتودد للرياض، حيث تركزت الأضواء بقوة على هذه العلاقة عندما انتهى الأمر بمبلغ قيمته نحو 700 مليون دولار في الحساب المصرفي لعبدالرزاق عام 2013.
وفي ظل نفي الحكومة الماليزية الترويج للوهابية، تأتي زيارة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز أوائل العام الحالي، وإعلان ماليزيا خططا لبناء “مركز الملك سلمان للسلام الدولي” لجمع علماء الدين الإسلامي وأجهزة المخابرات في مسعى للتصدي للتفسيرات الدينية المتشددة، وفق تعبيرها. ما دفع مراقبين للكشف عن أن المركز سينشر موارد من جامعة العلوم الإسلامية التي تمولها الرياض ورابطة العالم الإسلامي وهي هيئة سعودية وهابية، ما يؤكد السياسة السعودية في نشر الوهابية عبر تمويل المساجد والمدارس في ماليزيا وتقديم المنح للماليزيين للدراسة في السعودية.