“من يزرع الريح يحصد العاصفة”، هكذا وصف الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، الطريقة التي أقدم فيها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على اعتقال رجل الأعمال الأردني الفلسطيني الأصل، الملياردير والمصرفي، صبيح المصري.
وأكد فيسك، في مقالٍ له في صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أن اعتقال المصري خلق حالة من الخوف في الأردن، حيث أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين، عدد كبير منهم لاجئون من القدس المحتلة والضفة الغربية، استثمروا الملايين في “البنك العربي” الذي يديره المصري.
ويوضح الكاتب البريطاني أن الفلسطينيين ممن لا علاقة لهم بالسعودية وفروا تعب العمر في “البنك العربي”، ويعلمون أن لا طرق لإطلاق سراح أي رجل اعمال يعتقل في السعودية إلا بأن يرد ما تزعم الرياض أنه اكتسبه من الفساد. وتساءل الفلسطينيون في الأردن، بحسب فيسك، عما إذا كان إبن سلمان “يريد ابتزاز “البنك العربي” مقابل الإفراج عن المصري”، ويأخذ كل ما وفروه من تعب العمر.
حقق “البنك العربي”، الذي لديه أرصدة تقدر بـ47 مليار دولار، أرباحاً في عام 2016 بلغت 533 مليون دولار، وفق ما يذكره فيسك. ويُعتبر المصري من أكثر رجال الأعمال تأثيرا في الأردن والمناطق الفلسطينية المحتلة، وكان قد عاد إلى السعودية نهاية الأسبوع الماضي، برغم أن أصدقاءه نصحوه بعدم العودة، وذلك لترؤس سلسلة من الاجتماعات للشركات التي يملكها هناك ليتم التحقيق معه حول شركاته وشركائه التجاريين، ويفرج عنه لاحقاً.
وفيما تنكشف فصول المؤامرة السعودية على القضية الفلسطينية، فإن اعتقال المصري يرتبط أيضاً بالقرار الذي أعلنه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول القدس، إذ أن موقع “ديبكا” الاستخبارتي الإسرائيلي، كان قد أشار إلى أن أحد أسباب احتجاز السلطات السعودية للمصري هو الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والملك الأردني، عبدالله الثاني، اللذان يعتبر المصري مقرّب منهما، وذلك بهدف إرغامهما على إنهاء تعاونهما مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في ما يخص الحملة ضد قرار ترامب.