لا يُحيد قصف طائرات تحالف العدوان السعودي المدنيين في اليمن. هو حصار يهلك اليمنيين بعد مضي ألف يوم من العدوان على اليمن، في مأساة إنسانية كبرى تلاحق المواطنين وكأن آلة الحرب والدمار التي رافقتهم منذ 26 مارس / آذار 2015 لم تُشفِ غليلها منهم بعد.
تنتشر أمراض كالكوليرا والخناق (الدفتيريا) بسرعة من جراء العدوان المستمر على اليمن، وهو ما أكدته صحيفة “لاكروا” الفرنسية التي أشارت إلى إن ما يشغل الأطباء اليوم في مناطق مثل إب وعدن اليمنيتين هو تفشي مرض الخناق الذي يصل معدل الوفيات من جراءه عشرة أضعاف معدل الوفيات من جراء الكوليرا.
ويرتبط ظهور هذا المرض بوقف التطعيمات الجماعية في اليمن، نتيجة الحصار الذي فرضه العدوان على الأدوية والسلع الإنسانية. وحذرت الموظفة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر لولاندا جاكمي من أن معدل فتك الدفتيريا بالمصابين بها هو 10 في المئة، في حين أنه أقل من 1 في المئة بالنسبة إلى الكوليرا، وتشير إلى أن المنظمة عالجت 300 حالة من الدفتيريا توفي منها 33.
وتلفت لاكروا الانتباه إلى الصعوبة التي يواجهها الأطباء وعمال الإغاثة في الوصول إلى المناطق الموبوءة، فضلاً عن التعقيدات التي يفرضها تحقق السعوديين من أن كل الخطوات التي يطالبون بها من الطائرات قبل المغادرة والهبوط قد تم تنفيذها.
كما يعمل كثير من الأطباء وعمال الإغاثة في مناطق تتعرض للقصف ويحذرون من أن من لم يمت في اليمن اليوم بالقصف والجوع والكوليرا، يوشك أن يموت بالدفتيريا.
بدورها، تعتبر منظمة اليونيسف أن اليمن “واحد من أسوأ الأماكن في العالم للأطفال”، ويؤكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا” حاجة 11.3 مليون طفل في اليمن إلى مساعدات إنسانية.
وتوضح التقارير أن 55 في المائة من حوالي 3 مليون شخص نازح في اليمن هم من الأطفال، ويقدّر عدد الأطفال النازحين ممن لم يلتحقوا بالمدارس بنحو 513 ألف طفل.
آلاف النازحين بمن فيهم الأطفال يعانون من سوء التغذية وفق التقارير، فيما يحتاج البعض إلى الدعم النفسي والاجتماعي، كما يؤدي الاكتظاظ والظروف غير الصحية في مناطق النزوح إلى تفشي الأمراض بما في ذلك الأمراض الجلدية.