تقرير محمد البدري
في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس تركي، منذ إعلان استقلال السودان عام 1956، وصل الرئيس رجب طيب اردوغان إلى الخرطوم، يوم الأحد 24 ديسمبر / كانون الأول 2017، في مستهل جولته الأفريقية.
وعقد الرئيس التركي مباحثاتٍ رسمية مغلقة مع نطيره السوداني، عمر البشير، في القصر الجمهوري في الخرطوم. واعتبر وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، أن زيارة الرئيس التركي لبلاده من شأنها “الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى استراتيجي”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الزيارة “تحمل دلالات سياسية، إلى جانب التعاون الاقتصادي والتجاري الذي سيتم الاتفاق عليه”.
من جهته، وصف السفير التركي لدى الخرطوم، عرفان نذير أوغلو، زيارة الرئيس التركي بـ”التاريخية”، مشدداً على أنه “سيبذل قصارى جهده لتطوير العلاقات بين البلدين، وتطوير التعاون في المجالات كافة، وعلى رأسها الدفاع والصناعة والصحة من أجل تحقيق مصالح البلدين”.
تزامُن الزيارة مع الحملة الدولية ضد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن القدس، وما يُكشف عن تغطيةٍ سعودية لتمريره، يشي بأن أنقرة التي تعتبر من دعائم تلك الحملة قد بدأت بالتحرك في المجال الذي يعتبر حليفاً للرياض.
ويرى مراقبون أن العلاقات السعودية – السودانية، المتوترة مؤخراً، والتي ستترجم بإمكانية سحب السودان لقواته من اليمن وفق ما تؤكده مصادر سودانية، بالإضافة الى الحياد الذي التزمت به الخرطوم في الأزمة الخليجية، والذي شكل إزعاجاً للرياض وأبوظبي، اللتان سعتا إلى حشد أكبر تحالفٍ بوجه قطر وحليفتها الأبرز تركيا، جميعها عوامل تسعى أنقرة إلى استغلالها، الأمر الذي سيزيد من الخسائر الاستراتيجية للسعودية والإمارات مع خسارتهم للمزيد من الحلفاء.
تسعى تركيا إلى استثمار الفشل السعودي على صعيد المنطقة في حسم الحرب على اليمن والأزمة الخليجية لمصلحتها، في سياق تزعمها للدول الإسلامية. تدخل تركيا من البوابة الاقتصادية باستثماراتها إلى السودان، بعدما تجمدت الاستثمارات السعودية التي سبق وأن وعدت بها الرياض الخرطوم.