تقرير: بتول عبدون
تُزاح الستارة وتظهِر يوماً بعد يوم فصول الدور السعودي المتآمر على القضية الفلسطينية، إذ أن الرياض ليست إلا لاعباً يأتمر من واشنطن لتمرير القرار الأميركي بشأن القدس، وتجهيز الأرضية اللازمة فلسطينياً له.
أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، عن امتلاك حركته لمعلومات عن عروض أميركية على الجانب الفلسطيني ومن له علاقة بالقضية بإقامة عاصمة في منطقة “أبو ديس” بعيداً عن القدس. وأشار هنية إلى أن المعروض هو جسر يربط بين “أبو ديس” والمسجد الأقصى، بالإضافة إلى تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاثة أقسام، وإيجاد كيان سياسي في غزة يأخذ بعض الامتيازات.
كلام هنية حول المخطط الأميركي كانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد كشفت تفاصيله، في اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، خلال شهر نوفمبر / تشرين الثاني 2017، في الرياض. قال إبن سلمان لعباس، خلال اللقاء: “أبو ديس، إحدى ضواحي القدس المحتلة، عاصمة للدولة الفلسطينية”، ما يتقاطع بشكلٍ كامل مع المخطط الأميركي الذي كشف عنه هنية.
وفيما أعلن هنية رفضه للمخطط الأميركي وتأكيده أنه لن يمر، فإن هذا الأمر أثار العديد من التساؤلات عن الدور السعودي المرتقب في المنطقة لدعم التوجه الأميركي الذي ينادي بـ”صفقة القرن”، والذي من أهم بنوده تسوية القضية الفلسطينية.
وكان الرد الفلسطيني على المخططات الأميركية والتآمر السعودي واضحاً وحاسماً. فقد أعلن القائد العام لحركة “حماس” في قطاع غزة، يحيى السنوار، أن قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني أكد وقوف إيران والحرس الثوري “بكل ما يملكان إلى جانب المقاومة الفلسطينية دفاعاً عن القدس”، مؤكداً استعداد “حماس” لأي تحالف يخدم انتفاضة الشعب الفلسطيني من دون أي عوائق، في وقتٍ لفت فيه المتحدث باسم حركة “الجهاد”، داود شهاب، الانتباه إلى أن قائد سليماني وضع إمكانات إيران بتصرف المقاومة الفلسطينية “بلا شروط”.
تزيد الإشارات التي أرسلتها الفصائل الفلسطينية من القلق الإسرائيلي، وتشي بأن المساعي الأميركية السعودية الإسرائيلية تصطدم بتماسكٍ لفصائل المقاومة الفلسطينية، التي وجدت في الجمهورية الإسلامية الحليف الأبرز والمناسيب والجاهز لمواجهة تسوية القضية.