تقرير: حسن عواد
تحت عنوان الترميم والتطوير، منحت السودان جزيرة سواكن الواقعة على البحر الأحمر إلى تركيا.
تُطرح علامات استفهام كثيرة حول التموضع الإقليمي الجديد للخرطوم، في ظل ابتعاد نظام الرئيس عمر البشير عن كل من الرياض وأبو ظبي. فقد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارته إلى السودان والتي استمرت ليومين بالتاريخية، تخلّلها توقيع اتفاقات استراتيجية.
يتضح من خلال التصريحات التركية السودانية أن من وراء الاتفاقات الموقعة بين البلدين أهداف أمنية وعسكرية تتصل بصراع النفوذ على البحر الأحمر. وإلى جانب إعلانه أن الأتراك الذين يريدون الذهاب إلى العمرة في السعودية سيأتون إلى سواكن، ومنها يذهبون إلى العمرة، رسالة مبطنة وجهها أردوغان إلى السعودية، لا سيما بقوله أن هناك ملحقاً لن يتحدث عنه الآن.
في تصريح له في الخرطوم، تحدث أردوغان عن “اهتمامه” بأمن السودان وأفريقيا وأمن البحر الأحمر، ومواصلة تركيا “تقديم كل الدعم للسودان بهذا الخصوص”. تنبئ هذه التصريحات بأن أهدافاً عسكرية وأمنية تكمن خلف اتفاقية جزيرة سوكان.
وقوع الجزيرة على الساحل الغربي للبحر الأحمر الذي يحد السعودية من الغرب، يعني أن أي وجود عسكري أو أمني تركي فيها سيشكل، في حده الأدنى، عامل إزعاج وإقلاق للسعودية، التي لم ترح بالها، إلى الآن، من وجود قاعدة عسكرية تركية شرقيها، وهي “قاعدة الريان” في قطر، والتي شكّل مطلب إغلاقها أحد المطالب الـ13 التي تقدمت بها الرياض، ومعها أبو ظبي والبحرين والقاهرة، إلى الدوحة، كشرط لإعادة العلاقات مع الأخيرة.
يُضاف إلى ما تقدم، أن وجود تركيا في جزيرة سواكن، إلى جانب وجودها في الصومال، يمثّل عامل منافسة إضافياً للإمارات التي تسعى الى إحكام قبضتها على كامل الموانئ الواقعة في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.