تقرير: إبراهيم العربي
بعد الفشل الذريع للسعودية في مخططاتها التي سعت إلى تنفيذها في المنطقة، إبتداء من سوريا، مروراً بالعراق، وإنتهاءً بمقاطعة قطر، حاولت السعودية يائسةً أن تلعب دوراً في تنفيذ خطة تسليح المخيمات الفلسطينية لزعزعة الوضع في لبنان، لتعويض خسارتها، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”.
بدا الأمر واضحاً من خلال الأزمة التي افتعلتها السعودية عبر دفع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى الاستقالة، وتراجعه عنها فور عودته إلى الأراضي اللبنانية.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن مسؤولين لبنانيين وغربيين أبدوا قلقهم من زعزعة استقرار مخيمات اللاجئين، وما قد تصل إليه السعودية بهذه الخطة، ورجحوا أن يؤدي نجاحها واستغلال الاضطرابات في لبنان إلى حرب جديدة.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فاتح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أثناء زيارته إلى الرياض في شهر نوفمبر / تشرين الثاني 2017، بوجود رغبةٍ سعودية في حشد الفلسطينيين في الخندق المقابل لـ”حزب الله”، معرباً عن رغبة المملكة في تمويل أي توجّه في هذا الإطار، وأنه طلب منه أن يبذل جهوده لضم فلسطينيي لبنان إلى المعسكر الموالي للسعودية، وإن هو لم يفعل ذلك فإن هناك من يستطيع، مشيراً إلى القيادي الفتحاوي المعارض محمد دحلان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية قولها إنه من غير المستبعد أن يحاول حلفاء السعودية في أوساط الأحزاب اللبنانيّة استغلال ظروف المخيمات المعيشية المتدهورة، وتوظيفها في خدمة الانقسامات الطائفيّة، خصوصاً أن هناك بعض الدعاة في أوساط المخيمات تأثروا بما يجري في سوريا، وناصبوا إيران و”حزب الله” العداء، ولكن تأثير هؤلاء ما زال محدوداً.
وأضافت الصحيفة أن اقتراب الأزمة السورية من نهايتها، واستيعاب الفصائل والقيادات الفلسطينية لدروسها، وتجنب تكرار الأخطاء عبر الانحياز إلى الجماعات المسلحة في سوريا المدعومة أميركيا وخليجياً، ربما تجعل فرص نجاح المخطّط السعودي، إذا تأكّد، مَحدودة للغاية، إن لم تكن معدومة.
وتبلغ أعداد الفلسطينيين في لبنان، 174 ألفاً، وفق إحصاءات أجريت أخيراً، كما أن نسبة كبيرة منهم تميل إلى الاعتدال والحياد، خصوصا تلك التي تنتمي إلى “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، وحركة “فتح”، وفقاً لما أوردته الصحيفة نفسها.