تقرير: حسن عواد
مع إغلاق ملف الغوطة الغربية، يكون المشروع الإسرائيلي قد كتب آخر فصوله على سفوح جبل الشيخ الاستراتيجي.
حقق الجيش السوري إنجازاً تمثل بإعادة بسط سيطرته على قرى الجبل الذي يتميز بموقع جغرافي استراتيجي، نظراً إلى وقوعه على الحدود مع الجولان المحتل والحدود اللبنانية، وبذلك تعيد قواته انتشارها في المراكز المحصنة والمعدة للدفاع في وجه العدو الإسرائيلي.
تقفل هذه السيطرة من ناحية وبشكل نهائي ملف الإرهاب في الغوطة الغربية وغرب العاصمة دمشق وريفها الجنوبي الغربي، بدءاً من داريا والمعضمية مروراً بخان الشيح وصولاً إلى تخوم الجولان المحتل، إضافة إلى سيطرة الجيش السوري على كامل سلسلة الحرمون الممتدة إلى جبال القلمون، ما يضيع الجيش السوري وجه لوجه مع جيش الاحتلال بعد التخلص من عملائه، وتكون المواجه حالياً مع العدو الأصيل بعد انتهاء صلاحية الوكيل.
الحقائق المتعلقة بكواليس الحرب في سوريا، وخصوصا تلك المتعلّقة بالدور الإسرائيلي المباشر في دعم الارهابيين، بدأت تتكشف تباعاً، وآخرها ما تم نشره من قبل الإعلام الحربي حول صورة تظهر أدوية إسرائيلية داخل جعبة أحد مسلحي “جبهة النصرة” في منطقة بيت جن.
وكانت تقارير إسرائيلية قد كشفت مراراً عن تلقي مسلحي “جبهة النصرة” العلاج في مستشفيات كيان الاحتلال، حيث وصل عدد هؤلاء إلى حوالي ثلاثة آلاف إرهابي. وفي الفترة الأخيرة، كان المسلحون يتلقون دعماً إسرائيلياً مباشراً، إن من ناحية الرواتب الشهرية التي كان يدفعها لهم، أو من ناحية الدعم العسكري المباشر.
وبتحرير الغوطة الغربية، يكون كيان الاحتلال قد تلقى أولى الضربات القاسية والمباشرة، ويظهر الأمر جلياً من خلال تعليقات المحللين السياسيين والعسكريين وحتى تصريحات المسؤولين، وليس آخرهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال إنه لن يسمح بوجود إيران وحزب الله على الحدود مع فلسطين المحتلة.