بهدف زيادة مدخولها المالي من مواسم الحج، تعمد السلطات السعودية إلى أعمال تشييد تطمسُ الهوية الإسلامية لمدينة مكة المكرمة، ما يشكل انتهاكاً للأعراف الاسلامية والقوانين الدولية.
تقرير: محمد البدري
مواسم الحج والعمرة بالنسبة للسلطات السعودية، هي مواسم استغلالٍ تجاري واقتصادي وابتزازٍ سياسي، وليست مواسم عبادة.
في استمرارٍ لاعتداءاتها على المقدسات الإسلامية الروحية منها والعمرانية، أعلنت جهات سعودية حكومية وخاصة عن خطة إعمار لمنطقة مكة المكرمة تستهدف تنفيذ مشاريع عدة لرفع عدد حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين إلى 30 مليون شخص، لمنافع اقتصادية خاصة بالسلطات السعودية، على حساب الهوية الإسلامية للمدينة.
وتشمل الخطة، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”، مشاريع لتوسعة الحرم المكي الشريف، وأخرى لتطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد في جدة، إضافة إلى مشاريع توسعية في المياه والكهرباء والصحة، كما تشمل مطارات، وفنادق، ومشاريع قطارات، ومدنا ذكية، إضافة إلى مراكز حضرية، فيما يبدو أنه مشاريع مستحدثة تهدف إلى طمس الآثار الإسلامية للمدينة، وإلغاء سياقها الحضاري العالمي، من أجل رفع المردود المالي في مواسم الحج والعمرة.
تعتبر هذه رابع عملية توسعة للحرم المكي، ضمن عمليات كانت بدأت خلال عهد الملك السابق عبد الله، لكنها توقفت في سبتمبر / أيلول 2015 بعد حادثة سقوط رافعة في الحرم المكي أدت إلى مقتل وإصابة المئات من المواطنين.
تتعامل السلطات السعودية مع مدينتي مكة المكرمة والمنورة كمناطق جذب سياحي في انتهاك لحرمة المقدسات وعدم تعظيم لقدسيتها. وقالت منظمات حقوقية مختصة إن أعمال التوسعة السعودية في الأماكن الدينية خصوصاً في مكة يمثل تغييراً للمعالم والشعائر الإسلامية وتشويهاً للمشاهد الجمالية فيها لصالح استثمارات لأمراء ومسؤولين سعوديين، في حين نبهت الحملة العالمية لمنع تسييس الشعائر الدينية في السعودية إلى أن وتيرة التشييد العمراني الحالي من السلطات السعودية يخالف ما أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” من معايير “واجب” اتباعها في تطوير الأماكن الأثرية في مكة على وجه التحديد، والتي لم تتم فيها مراعاة سياقها التاريخي أو خصوصيتها الدينية المقدسة.
وأشارت الحملة إلى أن مكة تتحول تدريجاً إلى مدينة فنادق ضخمة مليئة بمراكز التسوق ومطاعم فاخرة وزوار فاحشي الثراء، كانعكاس لبروز القيم الرأسمالية الاستهلاكية والسعي السعودي للكسب عبر تفعيل “السياحة الدينية” من دون اعتبار للحفاظ على قدسية الأماكن الإسلامية.