تقرير هبة العبدالله
تحمل السعودية صورة قاتمة نظير واقع الحريات فيها. هذه خلاصة تقرير صدر مؤخراً عن مؤسسة “فريدوم هاوس” الأميركية المعنية بأوضاع الحريات حول العالم، وتناول التقرير أوضاع الحريات وسيادة القانون والديمقراطية في مختلف أنحاء العالم خلال عام 2017، والذي سجلت فيه المملكة انهياراً واضحاً لمؤشر الحريات المدنية والسياسية فيها.
فقد تراجعت السعودية إلى مراكز متأخرة في التقرير لتذيل المملكة قائمة الدول في مؤشر الحريات في الدول العربية والشرق الأوسط في عام 2017. ففي الرياض، تتدهور أوضاع الحريات بوتيرة متسارعة مقارنة بالأعوام السابقة. تواجه فكرة الديمقراطية داخل حدود المملكة أزمة حقيقية حيث تتآكل حرية الإعلام وسيادة القانون وتتآكل فرص إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
يشير تقرير “فريدوم هاوس” إلى أن السعودية احتفظت بمكانها ضمن قائمة الأسوأ عالمياً طبقاً لمجموع نقاطهم، نظير ما يشهده هذا البلد من تراجع في أوضاع الحقوق السياسية والمدنية، وهو الحال المفروض في المملكة بشكل متواصل منذ عشرات السنين.
منذ صعود اسمه إلى واجهة الحكم في السعودية قبل قرابة ثلاثة أعوام مضت، وتوسيع تحركاته الخارجية لتثبيت دعائم حكمه، سعى ولي العهد محمد بن سلمان إلى تلميع صورة المملكة في الخارج. هكذا حمل ابن سلمان لواء التغيير والإصلاح وعن طريق مزاعم التجديد والتغيير.
سعى ابن سلمان إلى إدخال مفاهيم جديدة إلى المجتمع السعودي. بدأ من تطويق نشاط “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، إلى إنشاء هيئة للترفيه والسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة وإنشاء دور سينما في المملكة. لكن هذه القرارات لم تغير سجل المملكة الأسود على مستوى الحريات المدنية والسياسية، إذ لم ينجح ولي العهد في تسجيل أي تقدم على مستوى الحريات لصالح المواطنين في المملكة.