تقرير محمد البدري
تصاعُد حدة الخلافات بين قطر والرباعية المقاطعة، على خلفية الحوادث المتعلقة باختراق الأجواء القطرية من قبل مقاتلات إماراتية، ومزاعم اعتراض مقاتلات قطرية لطائرة مدنية إماراتية، وضع الأزمة الخليجية أمام تحدياتٍ أمنية جديدة.
تحركت قطر سريعاً في اتجاه الغرب مستغلةً الاستفزازات الإماراتية لصالحها بتوقيعها اتفاقات أمنية وعسكرية، حيث وقّعت اتفاقية للتعاون الأمني مع منظمة “حلف شمال الأطلسي” (الناتو)، في مقرّها في بروكسل، وفق ما أعلن الحلف على موقعه الإلكتروني. ويوفّر الاتفاق الأمني، بحسب “الناتو”، إطاراً لحماية تبادل المعلومات السرية على النحو الذي حدّدته جميع البلدان الأعضاء الـ29.
وأعلنت قطر الاتفاق مع بريطانيا على تأسيس أسطول عمليات مشترك بينهما لضمان الجاهزية المتبادلة وزيادة الإجراءات المشتركة في مكافحة “الإرهاب”، وفق ما ذكره وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية.
وقال العطية، في كلمة ألقاها في معهد “راسي” للدراسات الدفاعية البريطانية في لندن، إن الأسطول “هدفه ضمان الجاهزية القتالية المتبادلة بين البلدين وتطوير الجهود الاستراتيجية نحو تحقيق الاستقرار في الإقليم وخارجه”، موضحاً أن الأسطول “سيلعب دوراً حيوياً في حماية الأجواء خلال فعاليات بطولة كأس العالم 2022 التي ستستضيفها قطر”.
وفي المقلب الآخر، كشفت مصادر دبلوماسية غربية بأن المقاتلات التي تصدت لطائرة إماراتية مقاتلة تعدت على حواف خط الأمان الدولي في المياه الإقليمية القطرية قبل أيام عدة، كانت تركية وليست قطرية.
واكدت المصادر أن المقاتلتين اللتين تمكنتا من اللحاق بالطائرة الإماراتية وطردها من الأجواء القطرية، في الواقع تركيتان ونفذتا المهمة بموجب بروتوكول متفق عليه سابقاً ومُقراً من القيادة التركية لغرفة العمليات المشتركة الخاصة بالقوات التركية في قطر.
وكانت الإمارات قد أعلنت بأن طائرة مقاتلة تعود لها تجولت في المياه الإقليمة واقتربت بـ”الخطأ” من الحد الدولي ولم تخترق الأجواء القطرية وطوردت بعد ذلك.
سوف يؤدي تصدي الطائرات التركية للطائرات الإماراتية، وفق مراقبين للأزمة بين قطر والإمارات، إلى مزيد من التوتر بين أنقرة وأبوظبي، لا سيما أن العلاقات بينهما متوترة في الفترة الأخيرة، كما يظهر من الحملات الإعلامية المتبادلة بين الجانبين.