تتسارع خطوات الترفيه على محمد بن سلمان في البلاد للتغطية على اخفاقاته الاقتصادية والمعاناة المعيشية للمواطنين، بعد الحفلات والمهرجانات، بدأت المطالبات بحصص تعلم الموسيقى، ما فتح جدلاً عبر المنصة الزرقاء.
تقرير: سناء ابراهيم
بعد موجة الحفلات الغنائية التي شهدتها السعودية في الآونة الأخيرة بدعوى الانفتاح والتطور، تتوالى المطالبات بإدخال تعديلات متسارعة على كل محفل ومفصل في البلاد، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تعلو المطالبات والدعوات، التي في جديدها الحصص الموسيقية.
احتل وسم #نطالب_بحصص_للموسيقي، الترند العالمي على موقع”تويتر”، خلال الساعات الماضية،و تجدد الجدل بين السعوديين، الذين انقسموا بين من اعتبر هذه المطالبة حقا من حقوق الأطفال والطلاب السعوديين بهدف تنمية وتنويع مهاراتهم التي اعتبروا أن الأجيال السابقة حرمت منها، فيما أعاد آخرون نشر فتاوى ترى حرمة الموسيقى، واعتبروا هذه المطالبة تندرج في باب “التدمير الممنهج” للمجتمع.
وتبادل النشطاء صورا ومعلومات عن شكل المجتمع السعودي “الطبيعي” قبل أربعة عقود أو قبل ما تعرف في السعودية بـ”الصحوة”، وبدأووا بسرد قصصهم مع منع تعلم الموسيقى بتدخلات من هيئة الأمر بالمعروف، التي اضمحل دورها في الآونة الأخيرة على يدي ولي العهد محمد بن سلمان، كما ذهب هذا القسم من المغردين إلى أبعد من المطالبات، بمناقشة جدوى حصص المناهج الدينية، مشيرين الى أن تعلم الموسيقى أكثر جدوى من كثير منها، بحسب تعبيرهم.
بالمقابل، المعارضون للمطالبة بالحصص الموسيقية، طالبوا بتكثيف حصص القرآن الكريم وحفظه، ونشروا إحصاءات لمتفوقين سعوديين برعوا في مجالات عدة كانوا من حفظة القرآن والبارعين في علومه، فيما ظهر فريق ثالث ليشير الى أنه يمكن فعلا تدريس حصص موسيقى في أماكن متخصصة، أو في المدارس، على أن يكون ذلك ضمن رؤية شاملة لتطوير المناهج وأساليب التدريس.
يشير مراقبون إلى أن إشغال السلطات السعودية للمواطنين بمجالات الترفيه ليس إلا خطوة للتعمية عن الحالة الاقتصادية الصعبة وموجة التحركات التي ينتهجها محمد بن سلمان للوصول الى سدة الحكم وبسط نفوذه على حساب حياة المواطنين، حيث تشير إحصائيات الى تزايد نسب الفقر في البلاد، وارتفاع معدل البطالة على الرغم من ادعاءات الاصلاح، أما ما يتعلق بالانفتاح والحريات فقد وثّقت تقارير المنظمات واخرها “فريدوم هاوس” تصنيف السعودية في قائمة البلدان الأسوأ على مستوى العالم على صعيد الحريات.