أشعل الاختراق السايبراني “الأزمة الخليجية” بين قطر والرباعية المقاطعة لها. لم يحدث أي تطور خطير في الأزمة إلى حين تبادل الإمارات وقطر مؤخرا الاتهامات بشأن تعديات جوية، ما يسلط الضوء على الدور المتقدم لأبو ظبي في قيادة الأزمة.
تقرير: هبة العبدلله
سلسلة من التطورات السريعة أعادت الخلاف القطري مع السعودية والإمارات إلى الواجهة من جديد. ترتبط الأحداث الأخيرة للأزمة الخليجية بمجموعة من الترتيبات المزعزعة لحركة المرور الجوية في الخليج وقعت بين الدوحة وأبو ظبي.
وقبل هذه الأحداث فإن عددا من الدبلوماسيين في المنطقة يعتقد أن من يوجه دفة الأزمة ليس الجانب السعودي بل ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
برأي الكاتب سايمون هندرسون، فإن التصعيد الأخير بين الإمارات وقطر سواء كان حقيقيا أم مجازيا فقد كان وسيلة تعيد فيها الإمارات تأكيدها على لعب دور متقدم في الأزمة الخليجية بعدما ساد اعتقاد يفترض بأن الخلاف يسير على وتيرة هادئة .. وقد دفعها لتعزيز هذه الفكرة الإحراج الذي اعتراها بسبب قضية الشيخ القطري عبدالله بن علي آل ثاني.
تدّعي الإمارات أن المقاتلات القطرية المعنية بالحادثة الأخيرة المتعلقة بالطائرتين التجاريتين أقلعت من “قاعدة العُديد”. ويملك مركز العمليات الجوية المشتركة في قاعدة العديد الجوية في قطر شاشة ضخمة قادرة على عرض جميع حركة المرور الجوية من جنوب العراق إلى أفغانستان، ولا شك بالنسبة لهندرسون في أن الطاقم العسكري الأمريكي المؤلف من عشرة آلاف فرد والمنتشر في شبه الجزيرة القطرية يتحلى بإمكانيات تقنية أخرى تتيح له رصد كافة حركات الإقلاع والهبوط العسكرية في تلك المنطقة.
يقول هندرسون في مقال كتبه لمعهد واشنطن، بعنوان “الخصومة بين الإمارات وقطر في تصاعد”، إن الوضع الجديد في الخلاف الخليجي يطرح مشكلة أمام الولايات المتحدة، فيكاد يكون من المؤكد أنها على يقين بما حدث خلال حوادث المجال الجوي حتى لو رفضت حتى الآن التصريح عنها علناً.
ويشير الكاتب الأميركي الى أنه بالنسبة للدور الأميركي في الخليج فعلى واشنطن التنبه تماماً إلى الجوانب الشخصية التي تنطوي عليها الأزمة، بما فيها العداء الشديد الذي قد يتطلب التعامل الحذر لتجنب أي تصعيد إضافي.