تقرير ابراهيم العربي
يبدو أن شعار “مملكة الصمت” قد تبدد وصار من الماضي، والفضل في ذلك يعود لولي العهد المتهور محمد بن سلمان.
ففي إطار سلسلتها المكونة من ثلاثة أجزاء، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن الجزء الثاني من سلسلتها الوثائقية عن السعودية والذي فضح تورط العديد من الشخصيات السعودية وعلى رأسهم الأمراء في قضايا فساد في عدد من دول العالم.
وتمحور الجزء الثاني حول الصفقات المالية والمشاريع ذات الرأسمال العالي جدا لصفقات مشبوهة تمت.
القصة الاولى للأمير تركي بن عبد الله الذي وجهت له اتهامات بنهب الصندوق السيادي لماليزيا، فبعدما استثمرت ماليزيا ما يقرب من مليار دولار في شركة “بترو سعودي” أحد مؤسسيها هو الابن السابع للملك السابق، والتي لم يسمع بها أحد ، اختفى منها خلال أيام ما يقرب من 700 مليون دولار.
وفي قصة اخرى عن الأمير سلطان وزير الدفاع الذي يفهم من إحدى البرقيات الدبلوماسية بحسب الوثائقي انه لم يكن يَسْلَم عقد واحد من شهوته في الإثراء. وأن الرشاوى بدأت بمعدل 7 بالمائة وظلت ترتفع إلى أن وصلت 15 بالمائة من قيمة كل صفقة.
ويكشف الوثائقي تفاصيل عن المليارات التي دخلت حسابات الامير بندر بن سلطان، الذي كان سفيرا لبلاده في واشنطن، وحصل على هدية بمناسبة عيد ميلاده، طائرة إيرباص ضخمة، وأنه وحتى عام 2007 ظلت تكاليف تشغيل وصيانة هذه الهدية يتكبد جزءا كبيرا منها دافعو الضرائب في بريطانيا.
آخر قصة يتعرض لها الفيلم هي حكاية الوليد بن طلال، حيث تشير الوثائق المسربة إلى أن كثيرا من الرشاوى ذهبت إلى رجل الأعمال الأشهر في السعودية، الذي حصل على 316 مليون دولار، وكشف البرنامج أن قيمة هذه الصفقة كانت 580 مليون دولار. أي إن قيمة الرشوة كانت 57 بالمائة من قيمة الصفقة.
هذا ويخلص الفيلم إلى التحذير من أن ما جرى في السعودية لا يبدو أنه حرب حقيقية على الفساد، بقدر ما هو سعي من قبل محمد بن سلمان لإحكام قبضته على السلطة في بلاده.