تقرير هبة العبدالله
لم تكن المحاكمة في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض الخيار الأول لولي العد السعودي محمد بن سلمان في التعامل مع كبار رجال الأعمال السعوديين وأمراء ووزراء ومتنفذين يملك ولي العهد رغبة قوية في السيطرة على أجزاء كبيرة من ثرواتهم. كان “ريتز كارلتون” الخيار الثاني لولي العهد السعودي في التعامل مع من رفضوا الخضوع له.
فالنخبة السعودية الثرية كانت قد تجاهلت مناشدات ابن سلمان لتقوية مالية الحكومة عبر ما اعتبرها الأمير الشاب المهووس بالإسراف مساهمة وطنية من أصحاب الثروات.
جاءت الإجراءات المتشددة تالياً بعد تجاهل دعوته. فسيق أعضاء النخبة إلى الفندق الفخم بعد اعتقالهم وتوجيه تهم إليهم بالرشوة وغسيل الأموال وسوء استخدام السلطة وجرائم أخرى للضغط عليهم من أجل القبول بتسويات مالية حددها حاكم المملكة.
تنقل صحيفة “فايننشال تايمز” عن مصادرها القول إن الملك سلمان وابنه محمد أجريا خلال الخريف الماضي لقاءات مكثفة مع النخبة الاقتصادية وطالبا بالمساهمة في إصلاح الاقتصاد والتجديد الاجتماعي.
عُقدت هذه الاجتماعات في وقت كانت فيه الحكومة تعد لميزانية ضخمة بقيمة 260 مليار دولار، ولفرض الضريبة على السعوديين. كان ابن سلمان المهووس بالإسراف والذي اشترى مؤخراً لنفسه أغلى لوحة فنية وأغلى قارب وأغلى منزل في العالم يسأل هؤلاء ماذا ستعملون لبلدكم ولم يكن يحصل على الإجابات التي أرادها.
في ليلة 4 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، نفذ ابن سلمان الخطة باء لتحقيق هدفه بالقبض على ثروات المتمولين السعوديين وأصحاب المليارات. فقد طلب من الأمراء ورجال الأعمال الحضور إلى “ريتز كارلتون” في وقت متأخر من الليل للقاء به ثم تم اعتقالهم بدلاً من ذلك.
تورد “فايننشال تايمز” نقلاً عن شخص قريب من المعتقلين، قوله إنه كان واضحاً أن عليهم التعاون وتقديم البيعة لولي العهد السعودي، ولم يسمح للمعتقلين بإغلاق أبواب أجنحتهم حتى تتم مراقبتهم، وتم قصر المكالمات على متابعة أعمالهم التجارية، ولم يسمح لهم بمناقشة أمر اعتقالهم.
في نهاية الجولة الأولى من حملة مكافحة الأثرياء، حصّلت الحكومة السعودية حوالي 100 مليار دولار من 350 معتقلاً، تقريباً. يعتقد وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن المبلغ الضخم سيشكل دفعة جيدة للتجارة المحلية والاقتصاد الوطني، لكنه لم يلتفت في خطابه، قبل أيام قليلة، إلى حجم الضرر الذي ألحقته حملة جمع المليارات بصورة المملكة لدى المستثمرين الأجانب.