تقرير هبة العبدالله
بدأت المملكة السعودية جولة صراع جديدة على النفوذ في الساحة اللبنانية، قبل أسابيع، مع تعيين وليد اليعقوب سفيراً جديداً لها في بيروت، بعد ثلاث سنوات على شغور هذا المنصب. ترافقت سنوات الشغور مع توترات في العلاقات اللبنانية السعودية فرضتها خسارة الأخيرة لكثير من وراق اعتمادها في الداخل اللبناني على مستوى الصراع مع “حزب الله”.
المعركة التي يقودها اليعقوب حديثاً كان قد تتالى عليها وزير الدولة ثامر السبهان والقائم بأعمال السعودية في لبنان وليد البخاري. وقد تلاشى حضور الرجلين مع إقفال ملف احتجاز رئيس الحكومة اللبناية سعد الحريري في الرياض والذي ظهَّرت بيروت كثيراً من أوراقه التي أرادت الرياض أن تظل مكتومة.
تلك الخطوة غير المدروسة جيداً من ولي العهد محمد بن سلمان أضعفت الوجود السعودي في لبنان، وخاصة على مستوى القاعدة الشعبية لـ”تيار المستقبل” والرئيس الحريري، ما يجعل تحدي اليعقوب أصعب في إعادة الاعتبار إلى الدور السعودي والذي يسعى اليعقوب إلى تحقيقه من خلال الانتخابات النيابية المقبلة.
كانت المعركة السعودية على الانتخابات اللبنانية قد بدأت باكراً بتسريب مقطع فيديو لوزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، يصف فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ”البلطجي”، وتوعده بمواجهته سياسياً في الفيديو المُسرب له خلال لقاء انتخابي عقده في بلدة بترونية، شمال لبنان.
والفيديو المسرب صورته رئيسة قسم “حزب الكتائب” في البلدة، ريمي شديد، على أنه كان قد سبق التسريب جملة اجتماعات تنسيقية للسفير السعودي في لبنان مع سياسيين من تكتل “14 آذار” الموالي للسعودية، ومن ضمنهم قادة حزبي “الكتائب” و”القوات اللبنانية”.
استدعى السفير الجديد قائد حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والرئيس السابق لـ”حزب الكتائب” أمين الجميل، في محاولةٍ منه لوضع رؤية سعودية جديدة للواقع اللبناني، فضلًا عن معاودة الضغوط السعودية على “تيار المستقبل” للسير في ترتيب الأمور مع “القوات اللبنانية” على حساب التحالف مع “التيار الوطني الحرّ”.
وذكرت معلومات صحافية أن المملكة تسعى من خلال سفيرها الجديد إلى إعادة توحيد تكتل “14 آذار” من جديد، وترميم الشروخ الكُبرى في أعقاب واقعة احتجاز الحريري، موضحة أن من بين هذه الخطوات تقديم دعم مالي كبير نظير الاستعداد للانتخابات، فضلًا عن التنسيق لزيارة مرتقبة من جانب المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، والتحضير لإجراء مقابلات مع رؤساء أحزاب وتيارات في فريق “14 آذار” وشخصيات مستقلّة، ورئيس “الحزب التقدّمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط، ودعوتهم لزيارة الرياض.