في وقت تستجدي السعودية وسيلة الخروج من مستنقع اليمن، يكشف تداول فكرة فرض “التجنيد الإجباري” عن الخوف من الخوض في معارك يبدو أن الموت مصير محتّم فيها.
على وقع الضربات التي تسددها القواِت اليمنية على الجبهة الحدودية وما ورائها، تتكشف فصول الخوف والرعب في صفوف الجيش السعودي خاصة مع المعاناة من الخدمة العسكرية والظروف المحيطة بها، وإهمال القيادة للجنود، ما يثير امتعاض الشباب السعودي من فرض السلطات للتجنيد الإجباري، وهو المقترح الذي كان ناقشه مجلس الشورى.
نائب رئيس اللجنة الأمنية في المجلس عبدالهادي العمري، أكد أن المجلس يرفض التجنيد الإجباري للسعوديين، مشيرا الى ان مقترح التجنيد الإجباري طرح في اللجنة الأمنية بالمجلس، ولكنها رأت عدم ملاءمة درسه “نظراً إلى وجود آلاف العاطلين عن العمل من الشباب الذين يرغبون في الانتظام في القوات المسلحة على وظائف رسمية وليس تجنيداً إجبارياً”، بحسب تعبيره.
ومع تداول صحف سعوديّة أنباء، عن نيّة السلطات فرض “التجنيد الإجباري” على المواطنين دون المواطنات، انقسم مغردو موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في السعودية، بين مؤيد ومعارض لما أثير عن قرب صدور القرار، ودشن النشطاء وسم “قريبا تجنيد إجباري بالسعودية”.
وفي حين دوّن حساب وزير الترفيه: “أنا مع فكرة التجنيد الإجباري، حتى يكون شبابنا بكامل جاهزيته لخدمة الوطن متى ما احتاج الوطن له”، استبعد آخر الفكرة، وقال إنها مستحيلة، مشيرا إلى أن دولا عظمى تخلت عن فكرة التجنيد لأن الحروب باتت من الجيل الرابع، فالأهم أن تملك الدولة تكنولوجيا عسكرية قوية، وفق تعبيره.
ويرى مراقبون أن “التجنيد الإجباري” والترويج له في هذهِ الظروف الحرِجة التي تمر بِها السعودية، خلقت أجواء من التوجّس والخوف بين أوساط الشبان، الذين اعتقدوا أنه سوف يُدفع بهم “إجبارياً” إلى الحد الجنوبي، حيث تفيد تقارير إعلامية، بوجود نقص هائل في العتاد البشري، بالإضافة إلى افتقاد المتواجدين إلى روح الاقتتال، وعدم استلامهم رواتبهم الشهرية، كما يُوثّقون هم أنفسهم في مقاطع فيديو مُتداولة.