على خط التوترات تتأرجح العلاقات بين السعودية والسودان، حيث تشارك الرياض بمفاقمة الأزمة الاقتصادية مع تمنّع البنوك من إنجاز معاملات تحويلات المقيمين السودانيين إلى بلادهم.
تقرير: سناء إبراهيم
لم يعد خافياً التباعد الحاصل في العلاقات “السعودية السودانية”، خاصة مع غضب الخرطوم من تقاعس الرياض عن دعمها في مواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية، على الرغم من التحالف بينهما، ودعم السودان للسعودية في تحالف العدوان على اليمن وما يسمى التحالف الاسلامي.
فتحت السلطات السودانية المجال لكتابها لتوجيه انتقادات للرياض بشكل مباشر، إذ اعتبر ضياء الدين بلال، رئيس تحرير صحيفة “السوداني” واسعة الانتشار، أن “ما يضاعف شعور السودانيين بالإحباط والغضب ، أنّ بنوك الدولة الصديقة السعودية ما تزال ممتنعة عن إنجاز تحويلات السودانيين المقيمين فيها، بينما سبقتها في ذلك بنوك أميركية وأوروبية”.
ورأى الكاتب السوداني أن هذا الموقف يُشعِر السودانيين بأنّ السعودية لا تُسهم في تخفيف الضائقة الاقتصادية عنهم، بل تُسهم في تأزيم وتشديد الخناق عليهم، مشيرا إلى أن بلاده التي لا تطالب ببدل مالي على دعمها لتحالف العدوان على اليمن، وهي تستحق أن تعامل بتقدير واحترامٍ، مشيراً إلى أن الاستياء الشعبي الواسع، الذي عبَّر عنه صراحة بعض الكُتَّاب، لا يتعلَّق بالجوانب المالية، لكنه مُرتبط بالتقدير المعنوي.
وانتقد رئيس تحرير “السوداني”، تجاهل الرياض للخرطوم وعدم تخصيصها بزيارات دبلوماسية حيث كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، طاف على أغلب الدول الأفريقية، ولم تحط طائرته في مطار الخرطوم حتى للتزود بالوقود، وأقدم على مقارنة الموقف السعودي من السودان بموقف قطر، على الرغم من عدم مساندة السودان للأخيرة في مواجهة الحصار المفروض عليها.
على المنوال عينه، أشار رئيس تحرير صحيفة “مصادر”، عبد الماجد عبد الحميد، إلى “التعهدات السعودية بتقديم كل عون طلبته مصر التي تلقت منذ العام 2011 دعماً مادياً تجاوز الـ21 مليار دولار، هذا بخلاف مبالغ أخرى ضلت طريقها للحسابات والمؤسسات المالية الرسمية في مصر”، متحدثاً عن “عدم توقف الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية، عن مساندة ودعم عهد السيسي في مصر”.
واعتبر أن العالم تجاوز محطة العلاقات العاطفية بين الشعوب مهما تقاربت وزادت أواصر صلات القربى والدم ورباط العقيدة بين شعوبها وأن هذا زمان المصالح والمواقف الاستراتيجية بامتياز.