تمكنت صفقات ولي العهد محمد بن سلمان من الإطاحة بقرار مجلس الشيوخ الداعي الى وقف الدعم الأميركي للعدوان على اليمن، على الرغم من الأزمة الإنسانية الكارثية التي حذرت منها منظمات حقوق الإنسان.
تقرير: سناء ابراهيم
يلاحق العدوان السعودي على اليمن ولي العهد محمد بن سلمان في جولاته الخارجية المتتالية، ولئن اتخذ قرار العدوان وسفك دماء اليمنيين برعاية أميركية، فإنه من الصعب أن يتم وقف نزيف الدم من دون قرار الأخيرة. وفيما تعالت الأصوات المناهضة وكثرت الدعوات لإيقافه العدوان، انقعد مجلس الشيوخ الأميركي للتصويت على قرار استكمال واشنطن لدورها في الداعم للرياض في استهداف اليمن، على وقع وصول ولي العهد محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة.
بغالبية 55 مقابل 44 صوتا من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي تم رفض القرار الذي سعى للمرة الأولى لاستغلال بند في قانون سلطات الحرب لعام 1973 يسمح لأي سيناتور بطرح قرار حول سحب القوات المسلحة الأميركية من أيّ صراع لم تحصل على تفويض من الكونغرس للمشاركة فيه، وكان مشروع القرار قدم من أجل إنهاء الدعم الأميركي للعدوان على اليمن.
بفارق 9 أصوات اتخذ قرار الرفض على وقع نتائج اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولي العهد محمد بن سلمان في البيت البيضاوي، حيث حضرت على طاولة اللقاء الثنائي استثمارات وصفقات أسلحة ومليارات الدولارات التي كان من شأنها بمنظور “التاجر والمشتري” أن يغيب الواقع الإنساني وخاصة العدوان السعودي على اليمن، الذي تسبب بأسوأ أزمة انسانية بحسب ما أكدت الأمم المتحدة، تقع المسؤولية فيها على الرياض.
تجاهل أصوات 44 عضواً من مجلس الشيوخ، تم تجاهل الواقع الإنساني في اليمن، حيث أشار السناتور بيرني ساندرز خلال الجلسة، وهو من الداعمين الرئيسيين للقرار إلى موت آلاف المدنيين وتشريد الملايين والمجاعة وتفشي الكوليرا الذي ربما يكون الأكبر في التاريخ، وقال “هذا ما يحدث في اليمن اليوم نتيجة للحرب التي تقودها السعودية هناك”.
أما السناتور الجمهوري مايك لي، وهو من المؤيدين للقرار أيضا فقال، إن العمل على القرار مستمر منذ بعض الوقت ولم يتم ترتيب الأمر ليتزامن “بأي حال من الأحوال” مع زيارة ابن سلمان مضيفا أن “السعودية شريك لا غنى عنه في المنطقة”.
ولطالما أعرب المشرعين الأمريكيين عن قلقهم إزاء العدوان على اليمن، وتسبب في أزمة إنسانية، وقد أعربت وكالات إنسانية عن قلقها جراء تزايد أعداد الضحايا المدنيين الناجمة عن القصف المستمر من قبل قوات التحالف.