يستغل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زيارته إلى الولايات المتحدة على جميع الصعد. وبهدف تلميع صورة المملكة، اتخذت وزارة التعليم السعودية قراراً بمطاردة “الإخوان المسلمين” المحظورة في المملكة حتى في الكتب التعليمية والمناهج المدرسية.
تقرير: حسن عواد
كلام حق يراد به باطل، ذلك الذي نطق به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن جماعة “الإخوان “المسلمين خلال مقابلة مع قناة “سي بي أس” التلفزيونية الأميركية ، واعداً، ولغايات سياسية وكيدية وحتى اقتصادية، بـ”القضاء على الجماعة الإرهابية التي تسللت إلى المدارس والسعودية ومناهجها التعليمية”.
وقال ابن سلمان، خلال المقابلة: “مدارسنا تم غزوها من جماعات متشددة كـ”الإخوان المسلمين”، وقريباً سيتم القضاء عليها، ولن تقبل أي دولة في العالم بأن يكون هناك جماعة متطرفة مسيطرة على النظام التعليمي على المستويات كافة”.
أراد ولي العهد السعودي استغلال زيارته إلى الولايات المتحدة من أجل تصوير المملكة في عهده بلداً رائداً في مكافحة التطرف، وبالتالي كسب رضا الأميركيين الذين أضحى شعار الحرب على الإرهاب بضاعتهم الأكثر رواجاً في هذه الأيام.
وبالتزامن مع الزيارة، قررت وزارة التعليم السعودية على لسان الوزير أحمد عيسى إعادة ما وصفته بـ”تطهير وإعادة صياغة المناهج الدراسية وتخليصها من أي تأثير لـ”الإخوان المسلمين” الإرهابية والمحظورة في المملكة، وإبعاد أي موظف ممن يتعاطف مع الجماعة”.
وعدا عن أن الهدف من ذلك رغبة ابن سلمان في القضاء على الأذرع التي يعتبرها تهديدا له، تحقيقاً لأهداف سياسية ودعائية على مستويي الداخل والخارج، فقد ادعى مراراً أنه يريد العودة إلى ما وصفها بـ”المملكة المعتدلة والمتحررة من الأفكار المتشددة”، وبالتالي الرجوع، ضمن “رؤية 2030” التي تريد تطبيقها في السعودية، إلى “الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح”، من خلال انشاء “الهيئة العامة للترفيه” التي أثارت جدلاً وانقساماً داخل المجتمع السعودي الذي اعتبر أن أنشطتها تنافي العادات والتقاليد، وتؤدي إلى نشر الفساد بين الشباب.