يدخل العدوان السعودي الأميركي على اليمن عامه الرابع. تحالف دول زادت عن العشرة بقيادة السعودية صار اليوم تحالف عاصمتين متناحرتين تبحثان عن حفظ ماء الوجه.
تقرير عاطف محمد
يدخل العدوان السعودي الأميركي على اليمن عامه الرابع فاقداً الحزم أمام صمود اليمنيين، وباحثاً عن أمل ربما يعود فيما لو نجحت الرياض بالخروج من المستنقع بأقل الخسائر الممكنة، بعد انفراط عقد تحالفها الذي أطلقت عليه اسم “التحالف العربي لإعادة الشرعية”.
تقبع هذه “الشرعية” اليوم تحت الإقامة الجبرية في الرياض، التي استقبلت مؤخراً حزم اليمنيين محملاً على متن صواريخ بالستية. فالتحالف وبعد ثلاثة أعوام يجد نفسه تقلص إلى كل من السعودية والإمارات، بينما تبقى باقي الدول بلا تأثير، خاصة مع انسحاب قطر على إثر الأزمة الخليجية منتصف عام 2017، وسحب السودان عدداً من قواته على إثر أزمة مكتومة مع المملكة، وحياد مصر للدرجة التي تجعلها أقرب إلى رفض عمل التحالف من المشاركة فيه.
يجد التحالف، الذي خلّف ورائه أسوأ أزمة إنسانية في العالم بشهادة الأمم المتحدة، نفسه مضطراً إلى الدفاع عن حدود السعودية والجنود الإماراتيين المنتشرين جنوب اليمن، بينما يزيد الاقتتال الداخلي بين الميليشيات السعودية والإماراتية الطينة بله ويؤكد أن رياح التحالف تجري بمالا يشتهي عرابوه.
الفشل في اليمن والأزمة المفتعلة مع قطر جعلت التحالف يوجه بوصلته نحو إيران كشماعة للفشل، فهي التي يحاربها في اليمن بحسب زعمه، وهي التي تمطر أراضي السعودية بالصواريخ البالستية على الرغم من الحصار البري والجوي والبحري على اليمن والذي يفرضه التحالف نفسه، وهي اتهامات ومزاعم تنفيها طهران ويعيد التحالف صياغتها لتبرير الفشل المتواصل يمنياً.
ويطغى صراع المصالحِ الإماراتية السعودية على مشهد العدوان على اليمن. وبحسب مجلة “إيكونوميست”، فإن الرياض سعت دائماً إلى الاستيلاء على ممر إلى بحر العرب، أما الإمارات فقد عملت على السيطرة على الموانئ التي تمر بها أكثر خطوط الملاحة نشاطاً في العالم.
لوجستياً، لا يُعرف على وجه الدقة الكلفة العسكرية لدول التحالف. لكن السعودية والإمارات، اللتين تتزعمان التحالف، هما الأكثر تضرراً على مستوى الأرواح والعتاد، فالرياض تعرضت لأكبر عملية استنزاف لجنودها على الشريط الحدودي الجنوبي مع اليمن، فيما خسرت الإمارات عدداً من طياريها وضباطها، ولا تزال مقرات القيادة تُستهدف بالصواريخ البالستية للجيش اليمني و”اللجان الشعبية”.
في المحصلة، “كان يا ما كان” تحالفٌ أطلق بقيادة السعودية ضم ما يزيد عن 10 دول، صار اليوم دولتين متحاربتين فعلياً، مع انسحاب قطر وتراجع السودان والمغرب ومعارضة مصر، وحياد الأردن، فيما بقي اليمنيون صامدون في وجه الحصار والقصف والتجويع وقادرين على الوصول إلى الرياض بصاروخ بالستي مطورٍ محلياً.