تصل الصواريخ الباليستية اليمنية إلى الرياض، بينما تتهم الاخيرة، ومعها الغرب، طهران، فيما يبدو أنه هروب من فشلٍ بات قدره محتم على تحالف العدوان.
تقرير: محمد البدري
لا تكتفي السعودية بفشلها ومحاولة حجبه عن الأنظار، بل إنها تحوله إلى اتهامات مزيفة تغطي فيها عجزها العسكري.
وصلت الصواريخ اليمنية إلى الرياض بعد ثلاث سنوات من الحرب زعمت خلالها قوى العدوان أنها دمرت القوة الصاروخية اليمنية في الساعات الأولى. هذا هو الفشل السعودي الذي لا يمكن تجاوز تبعاته السياسية والعسكرية، مهما حاولت الرياض توزيع الاتهامات شمالاً ويميناً.
سريعاً، توجهت السعودية إلى مجلس الأمن مطالبةً إياه بتحمل مسؤولياته وإدانة الهجمات الصاروخية اليمنية. وفي إشارةٍ إلى الفيتو الروسي الأخير ضد مشروع القرار الذي يدين إيران، حملت السعودية ما وصفتهم “الدول التي تحمي إيران” مسؤولية التصعيد.
وتوعد المتحدث باسم قوات تحالف العدوان، تركي المالكي، إيران بالرد على إطلاق الصواريخ البالستية “في الوقت وبالشكل المناسبين”. وفيما تتدفق الأسلحة الأميركية والبريطانية والفرنسية إلى السعودية، والتي تستخدمها في عدوانها على اليمن، شعباً ودولة، فإن الدول الثلاث حذت حذو المملكة أيضاً، محملةً إيران مسؤولية الصواريخ اليمنية.
نفى الحرس الثوري الإيراني الاتهامات السعودية بأن إيران قدّمت صواريخ بالستية إلى حركة “أنصار الله” في اليمن، وأكد مساعد الحرس الثوري الإيراني للشؤون السياسية العميد يدالله جواني أن “اتهام السعودية لإيران بتسليم صواريخ إلى “أنصار الله” يأتي “لحرف الأنظار عن جرائمها في اليمن”، في حين رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن بريطانيا “تتحمل بلا شك مسؤولية مباشرة عن جرائم الحرب المرتكبة في الثلاث سنوات الأخيرة في اليمن، عبر بيع الأسلحة للدول التي تهاجم اليمن وتأمين الدعم اللوجستي والاستخباري لها”، مشدداً على أن بريطانيا “ليست في موقع يسمح لها باتهام بلدان أخرى”.
مع دخول العدوان السعودي الأميركي على اليمن عامه الرابع، تدخل الاستراتيجية العسكرية اليمنية مرحلةً جديدة. وضعت المفاجآت التي سطرتها قوات الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” خلال السنوات الثلاث السعودية في دوامةٍ من العجز دفعتها إلى اتهام إيران، محاوِلةً التهرب من سؤالٍ بات يلح على جميع المتابعين لمسار العدوان، كيف يمكن لشعبٍ فقيرٍ محاصر أن يقارع أغنى دول المنطقة وأكبر مستوردٍ للأسلحة فيها؟