أخبار عاجلة
رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى مع وزير الداخلية السعودية عبد العزيز بن سعود، ومسؤولين جزائريين وسعوديين (صورة من الأرشيف)

الوهابية تهدد بإثارة الانقسام بين الجزائريين

على الرغم من الاتهامات التي توجه إلى السعودية بدعم الإرهاب وتصديره، فإن الرياض لا تتوقف عن دفع المذهب الوهابي إلى التغلغل في الدول ونشر الأفكار المتطرفة، وإحداها الجزائر الضحية الجديدة القديمة للفكر التكفيري.

تقرير: سناء ابراهيم

وضعت السعودية رحلها في القارة السمراء لنشر الأفكار الوهابية المتطرفة ولجعلها حلبة جديدة للصراع السياسي على الأمن والاقتصاد وتثبيت الوجود. وبعد توجه السعودية إلى إنشاء قواعد عسكرية في جيبوتي وأرض الصومال، وسعت لتوسعات اقتصادية كبيرة في إثيوبيا، من أهمها سد النهضة.

لم تتوقف الأهداف الاقتصادية والعسكرية التي تعمل السعودية على إنجازها عند المال والسياسة والولاءات، بل بدأت عجلة المملكة بشكل متزايد لنشر المذهب الوهابي، حيث تستفيد الرياض من مكناتيها الدينية لنشر الوهابية عبر إنشاء المدارس العربية والمساجد في أفريقيا.

يترجمها مشائخ السلفية المدعومون من السعودية في الجزائر نشر الأفكار والدعوات الوهابية، وهو أمر أثار حفيظة الجزائريين الذين تخوفوا من إعادة الفتوى التي أصدرها شيخ يقود التيار السلفي من عودة الفكر الطائفي المتشدد وأفكار التكفير، ويتخوف مراقبون للحركة الوهابية من أن تكون الفتوى بداية مواجهة غير معلنة بين التيار السلفي والسلطة التي تعتقد أن دوره السياسي قد انتهى.

وقد حذرت مرجعيات دينية وأطراف سياسية ومدنية عدة في الجزائر من محاولة مرجعيات تيار يعرف بـ”السلفية العلمية”، الذي تدعمه تيارات سعودية مقربة من السلطة، من إثارة الفتنة الطائفية في الجزائر، حيث وقع 55 من العلماء والأئمة والمرجعيات الدينية، بينهم “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، و”جمعية العلماء الجزائريين”، بياناً دانوا فيه ما اعتبروه “إعادة إنتاج بيئة توفر الفرقة والتطرف والتكفير في الجزائر”، في ظل مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية.

وجاء بيان العلماء رداً على فتوى أصدرها زعيم التيار السلفي في الجزائر، الشيخ محمد فركوس، أعلن فيها أن “جماعة أهل السنة لا تشمل الصوفية والإباضية والاتجاهات العقلانية الحديثة، كجماعات التبليغ و”الإخوان” (المسلمين) وغيرهم من الحركات التنظيمية”، حيث عُدَّ البيان إثارة جديدة للفتنة والتفرقة الدينية في الجزائر، وخصوصاً أنه يتعرض لجزائريين منتمين إلى تيارات دينية مسالمة.

من جهته، رأى وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، غرب الجزائر، أن “الدولة ستتولى مواجهة الأفكار الطائفية التي تحاول تقسيم المجتمع بعيداً عن انتمائه إلى السنة والجماعة”، وعبر عن مفاجأته بما اعتبره “تحولاً خطيراً في موقف التيار السلفي”.