أخبار عاجلة
قوات أميركية في سوريا (صورة من الأرشيف)

هل تتحول القوات الأميركية في سوريا لجيش مرتزقة لخدمة السعوديين ؟!

 تقرير – نبأ نت /

رغم “الحفاوة الاستثنائية” التي استقبلت بها واشنطن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال زيارته المطولة الى الولايات المتحدة الاميركية على خلفية المبالغ الضخمة بمئات المليارات من الدولارات التي “أهداها” للاقتصاد الاميركي، فإن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لم “تشبع ” من هذه المبالغ الضخمة وترغب بالمزيد، وفي هذا السياق، أخرج ترامب من كمه “أرنباً ” جديدا رماه في وجه بن سلمان الغارق في وحول مشاريعه الفاشلة في المنطقة، وتمثل ذلك في التهويل بسحب القوات الاميركية المتواجدة في سوريا، وفي الوقت نفسه ربط بقاءها بتمويل السعودية لكامل نفقاتها .

ولم يكتف ترامب بإعلانه المفاجئ قبل أيام عن قرب سحب القوات الاميركية من سوريا ، فقد خرج أمس ليؤكد هذا التوجه خلال مؤتمر صحافي، بشكل واضح وصريح، برغم كلّ الجدل الذي سببه الإعلان الأول، والذي أفضى إلى عدد كبير من التأويلات من قبل مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين. وجاء هذا التأكيد كما سابقه، مبرراً باقتراب هزيمة «داعش» من جهة، والمصاريف الهائلة التي تدفعها الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط من دون نتائج إيجابية، على حد قول ترامب. اللافت في حديث الأخير، أمس، كان إشارته إلى أن القرار حول سحب القوات سوف يتخذ قريباً «بعد التشاور مع الحلفاء».

وبدت هذه الجملة كمقدمة للحديث عن اهتمام السعودية ببقاء القوات الأميركية على الأرض السورية، وهو ما قاله ولي العهد محمد بن سلمان بوضوح قبل أيام عندما اعتبر أن إنسحاب القوات الاميركية من سوريا يخدم المشروع الايراني . غير أن الرئيس الأميركي أوضح أنه قال للجانب السعودي: «إذا أردتم أن نبقى (في سوريا)… ربما يجب أن تدفعوا»، ليعود ويشرح للصحافيين أن الوجود الأميركي المكلف جداً «ساعد دولاً كثيراً»، لكنه لم يخدم الولايات المتحدة.

في هذه الاثناء، بدأ الرأي العام الاميركي يوجه اتهامات لترامب حول تحويل القوات الاميركية لقوات مرتزقة في منطقة الشرق الاوسط تخدم مصالح حلفاء واشنطن ، وفي هذا السياق، وجهت مجلة “The American Conservative” انتقادات لاذعة لترامب​، على خلفية تصريحاته بسحب ​القوات​ الأمريكية المحتمل من ​سوريا​، واهتمام السعوديين بالقرار الأميركي، ولفتت الى أنه “يبدو أن حماية حياة الجنود الأميركيين والمصالح الأميركية لا تهم ترامب طالما أن هناك من يعرض دفع الثمن”.

وذكرت المجلة أن “هذا يعني أن ترامب يعتقد أن خدمات ​الجيش الأميركي​ متاحة للاستئجار من قبل زبائننا المستبدين متى ما يقدمون قدرا كافيا من المال”، معتبرةً أنه “لا يكترث ترامب إلى ما إذا كان البقاء في سوريا يجعل ​أميركا​ أكثر أمنا، لكنه يركز فقط على ما إذا كان هناك جانب آخر يرغب في دفع الفاتورة”.

وشددت المجلة الاميركية، على أنه “إذا كان البقاء في سوريا مهما لأمن ​الولايات المتحدة​ إلى درجة تبرر المخاطرة بحياة الجنود الأميركيين، فلا ينبغي أن نكترث لما إذا كان السعوديون سيدفعون مقابل ذلك أم لا”، منوهةً الى أن “الوجود في سوريا ليس مهما لأميركا إلى هذه الدرجة”، محذرة من “تحول القوات الأميركية إلى جيش مرتزقة لخدمة السعوديين”.