تتنقل واشنطن بصفة الحليف الثابت بين طرفي الأزمة الخليجية فتستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ثم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وتبيع لكليهما صفقات صلاح بمئات الملايين من الدولارات، بعدما كانت قد حذرت قبل أشهر من حرب مباشرة محتملة بين الرياض والدوحة.
تقرير: هبة العبدالله
تبدو واشنطن في مواقفها حمالة للعديد من الأوجه. فتباعاً، يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسؤولين الخليجيين الذين تفرقهم أزمة تقترب من عامها الأول. يلتقي ترامب بولي العهد السعودي وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لكن أي حديث لا يسمع عن سعي لتقريب وجهات النظر أو حل الأزمة الخليجية.
يقول مسؤول أميركي رفيع المستوى إن ترامب يدفع في اتجاه تسوية الخلاف الخليجي الذي يمثل تشتيتاً للتركيز في منطقة تعصف بها الأزمات، لكن أبو ظبي التي سيلتقي ولي عهدها محمد بن زايد الرئيس الأميركي قريباً هي التي تعرقل مساعي الحل.
يتهم مسؤولون أميركيون الإمارات بالمماطلة في إيجاد تسوية للحظر المفروض على قطر، وهي قناعة كونها الرئيس الأميركي الذي تبدل موقفه من قطر إلى اعتبار الدول الأربعة التي تفرض حصاراً على الدوحة هي التي تقف حجر عثرة أمام حل الأزمة الخليجية، ويعتبر هذا انتصاراً مهماً بالنسبة إلى الدوحة.
لكن أسئلة عدة تطرح عن حقيقة الموقف الأميركي من أطراف الأزمة الخليجية كما عن حقيقة تقديم واشنطن نفسها بالعاجزة عن تقريب حلفائها المتنازعين في الخليج، وهو ما تحاول واشنطن إظهاره إلى العلن لتخفي تحت عجزها المصطنع حقيقة استفادتها من الأزمة.
فترامب الصريح بابتزازه للسعودية يتعامل مع الإمارات وأبو ظبي بالميزان نفسه. فقبل أيام، استقبل البيت الأبيض ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان، الذي تفاخر ترامب أمامه كثيراً بمئات المليارات التي نجح بانتزاعها من السعودية لمصلحة الشعب الأميركي على شكل صفقات أسلحة واستثمارات ضخمة.
يتكرر المشهد نفسه مع الدوحة المتخاصمة مع الرياض منذ أشهر. فقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن موافقتها على صفقة لبيع قطر صواريخ موجهة بقيمة 300 مليون دولار. كما شدد “البنتاغون” على أن قطر تعتبر قوة هامة من أجل الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في منطقة الخليج، مشيراً إلى أن الاهتمامات الدفاعية المشتركة تدعم العلاقت الثنائية بين واشنطن والدوحة.
إذن، تبيع واشنطن الأسلحة للجميع. وبالعودة إلى الأيام الأولى لاندلاع الأزمة الخليجية، فإن الحديث عن تصعيد سعودي إماراتي عسكري اتجاه قطر سمع لاحقاً على لسان مسؤولين أميركيين، وها هي الولايات المتحدة تمارس لعبة الابتزاز التي تبرع فيها مع حلفائها الخليجيين بالتحذر من الحرب قبل أن تؤدي وزارة الدفاع دورها بالموافقة على بيع أسلحة متطورة للطرفين.