أخضعت سلطات مطار اسطنبول، بصورة متعمدة أثارت حنق حكومة كيان الاحتلال، سفير الكيان لدى تركيا إيتان نائيه للتفتيش الذاتي المهين والأمني وعلى مرأى من المسافرين، عند مغادرته تركيا متوجها إلى تل أبيب.
عاطف محمد
تتصاعد حدة الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب على خلفية المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق المتظاهرين السلميين على الحدود مع قطاع غزة، والتي راح ضحتها ما يزيد عن 60 شهيداً وآلاف الجرحى.
طلبت وزارة الخارجية التركية من القنصل الإسرائيلي في إسطنبول يوسف سفري ليفي مغادرة البلاد لفترة مؤقتة. وجاءت هذه الخطوة رداً على طرد إسرائيل، يوم الثلاثاء 15 مايو / أيار 2018، القنصل التركي في القدس حسنو غورجان ترك أوغلو.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد استدعت، يوم الثلاثاء، السفير الإسرائيلي في أنقرة إيتان نائيه، وأبلغته باحتجاج أنقرة الرسمي على الأحداث التي شهدتها غزة قبل يومين، وطلبت منه مغادرة البلاد. وعقب وصوله إلى “مطار أتاتورك” في إسطنبول قادماً من أنقرة، انتظر نائيه موعد الطائرة، ولم يسمح له باستخدام صالة “في أي بي” المخصصة للشخصيات الرسمية، واضطر إلى قطع تذكرة المغادرة مع عامة المسافرين، كما وخضع للتفتيش الروتيني.
وهذه أسوأ أزمة دبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب منذ إبرام اتفاق المصالحة بينهما عام 2016 لإنهاء الأزمة الناتجة عن قتل بحرية الاحتلال الإسرائيلي نشطاء أتراكاً كانوا على متن “سفينة مرمرة” التي كانت متجهة لكسر الحصار على قطاع غزة.
وشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما لاذعاً، يوم الثلاثاء، على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قائلا إنه يقود “دولة عنصرية”، ويداه ملطختان بالدم الفلسطيني، فيما رد نتياهو بهجوم كلامي على “تويتر” نصح فيه أردوغان بعدم إعطاء إسرائيل دروساً في الأخلاق.
من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الدول الإسلامية التي تربطها علاقات بإسرائيل إلى “إعادة النظر فيها”، وقال إن بلاده “تدعو إلى عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي”.
وقال مساعد رئيس الوزراء التركي، رجب أكداغ، إن الحكومتين الإسرائيلية والمصرية “لم تسمحا بهبوط الطائرات التركية لنقل الجرحى من قطاع غزة إلى تركيا”.