أطلق الديوان الملكي السعودي العنان لكتابه من أجل تلميع صورة كيان الاحتلال الإسرائيلي كحليف بوجه إيران ومحور المقاومة، في الوقت الذي يرتكب فيه كيان الاحتلال المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وينهب المقدسات الاسلامية التي تدعي الرياض أنها تحميها.
محمد البدري
تعلن السعودية، بشكل فاضحٍ، أنها تقف إلى جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي في أي مواجهة ضد إيران ومحور المقاومة. هذا ما نشرته وأكدت عليه الصحف السعودية المقربة من الديوان الملكي.
ففي مقال نشرتها صحيفة “الجزيرة” السعودية، تحت عنوان: “نعم سأقف مع إسرائيل لو ضربت إيران”، قال الكاتب السعودي محمد آل الشيخ إن بلاده “ستقف إلى جانب إسرائيل” في حال أقدمت الأخيرة على محاربة إيران.
وألمح آل الشيخ إلى أن إيران “تهدد الأمن القومي للمملكة وإسرائيل معاً”، مشيراً إلى أن “من يعارض هذا المبدأ” هم “المهزومون”، الذين أطلق عليهم لقب “عرب الشمال”، في إشارة إلى الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين.
وبرر الكاتب من خلال التطبيع الإعلامي مع الاحتلال أن إيران “عدو وجودي” على عكس إسرائيل، التي “أصبحت دولة عظمى وتمتلك أسلحة نووية ومتطورة”، وفق زعم الكاتب السعودي.
وصف آل الشيخ كل مواطن في بلاده يقف إلى جانب القضية الفلسطينية أو السورية بأنه عدو لوطنه، في وقت ارتقى فيه 66 شهيداً فلسطينياً، وأكثر من 2700 جريح، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب حدود غزة، خلال إحياء الذكرى الـ70 لنكبة فلسطين.
بدورها، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” مقالاً للكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد يلمح فيه إلى دور عربي إسرائيلي مشترك لمواجهة إيران، مشيداً بالدور الإسرائيلي مؤخراً بقصف مواقع تابعة لإيران في سوريا.
ويقول الراشد، المدير العام السابق لقناة “العربيّة” التلفزيونية، في مقال تحت عنوان: “صعود إسرائيل إقليمياً”، إن “النفوذ الإيراني في المنطقة يقابله توسع ودور جديد إسرائيلي”، مشيراً إلى أن “الدور الإسرائيلي الجديد الذي أوكلته الإدارة الأميركية لإسرائيل هو ملائم للأطراف العربية الأخرى وسيتوسع مستقبلاً”.
يظهر ترويج الكتاب السعوديون للتطبيع تحت مسوغات فارغة ومزعومة النظام السعودي على حقيقته المجردة من البيانات الزائفة التي يصدرها استنكاراً لما يتعرض له الفلسطينيون، ما سيضع النظام السعودي، في مصاف أعداء الشعوب العربية وقضاياها، وهو التموضع الذي اختاره لنفسه.