على وقع المعاناة التي تعيشها بلدة العوامية في القطيف جراء نتائج الاجتياح العسكري خلال العام الماضي، تحل ذكرى استشهاد الناشطين محمد حسن الصويمل وفاضل عبدالله حمادة، في السادس من شهر رمضان.
تقرير: سناء ابراهيم
السادس من شهر رمضان المبارك 1438هـ.قبل عام من اليوم، وخلال اجتياح بلدة العوامية من قبل مختلف الفرق والقطاعات العسكرية السعودية، ارتكبت القوات العسكرية جريمة اغتيال بحق الناشطين محمد حسن الصويمل وفاضل عبدالله حمادة، في وضح النهار بقلب شارع حيويّ مكتظ بالمارة.
يعود المشهد إلى ما قبل 365 يوماً، حين استهدفت قوات العسكرة السعودية بعملية اغتيال سيارة الناشطين فاضل آل حمادة من القطيف ومحمد آل صويميل من بلدة العوامية، في شارع الثورة بالقرب من سوق مياس في القطيف، عصر يوم الجمعة، وفي شهر الصيام. سمع دوي الانفجار وأزيز الرصاص، وبدأت أعمدت الدخان تتصاعد بالقرب من مجمع الخنيزي ومكتبة الساحل.
وعلى وقع أزيز الرصاص وصوت الانفجار، احتشدت المدرعات والآليات المصفحة حول مكان الحادث، وطوقته، مع تأخر وصول الدفاع المدني الذي يتواجد مركزه في الشارع المجاور، فيما منعت قوات أمنية الأهالي من الاقتراب إلى السيارة، والمساهمة في إطفائها.
على إثر الاغتيال، بدأت السلطة ببث مزاعمها، بوجود ذخائر ومتفجرات في سيارة الشهيدين لتبرير عملية اغتيالهما، في البلدة التي فرضت عليها الحصار من كافة منافذها،وحرمت أهلها في شهر الله من أبسط سبل تأمين احتياجاتهم.
الشهيد فاضل حمادة هو أحد النشطاء الذين أدرجتهم الدولة ضمن قائمة المطلوبين الـ9 التي صدرت في 30 اكتوبر 2016، أمّا الشهيد الصويمل فلم يرد اسمه ضمن أية قائمة، وعملت الداخلية عقب الاغتيال على إصدار بيان لإرهاب النشطاء وتبرير جريمتها، زاعمة أن انفجار السيارة نجم عن النيران التي نشبت فيها اثر تعرضها لإطلاق نار من قبل القوات الامنية بعد الاشتباه بها، وادعت أنها لم تكن على معرفة بهوية الشهيدين، رغم اعلان صحيفة “الوطن” السعودية، خبر اغتيالهما، ما أكد أنهما كانا قيد المراقبة والرصد الدقيق، وان استهدافهما لم يكن عشوائياً.
تحل ذكرى استشهاد الناشطين، وسط معاناة مستمرة في العوامية ورغم رفع الحصار العسكري عنها بشكل نسبيّ، إلا أن مفاعيل الحصار ونتائجه لا تزال ترسم معاناة الأهالي إلى اليوم، في البلدة التي تعرضت للقصف ولاقى أهلها الاغتيال والاعتقال وشتى سبل الانتقام من نهجهم المطلبي السلمي لحقوقهم المشروعة.