البحرين / نبأ – كتب “جون لوبوك” مقالة يوم أمس الجمعة (٣ سبتمبر) على موقع “ميدل ايست مونيتور”، اعتبر فيها أن سلطات البحرين على بعد خطوة من تحويل نبيل رجب إلى نيلسون مانديلا القرن الحادي والعشرين”. وقال لوبوك بأن حكومة البحرين وبالرغم من أنها “قمعية” إلا أنها لا تريد أن تجعل من رجب شهيدا لأن من شأن ذلك أن يكون “مكلفا “لهم، معتبرا وضعه في السجن كل مرة بأنه “يمنحه شهرة أكبر، وتصبح قضيته أكثر احتفالية”.
واستشهد لوبوك بتصريح لكينيث روث من هيومن رايتس ووتش في يناير الماضي وقال فيه أن أفضل مرشح للحصول على لقب مانديلا القرن ٢١ هو واحد من اثنين، نبيل رجب، والمنشق الصيني ليو شياو بو.
الكاتب وصف قوانين البحرين التي تعاقب ناشطا على آرائه بأنها “ليست سوى قوانين من القرون الوسطى”، وأشار إلى اعتقال الناشطة الحقوقية مريم الخواجة في الشهر الماضي على خلفية اتهامها بإهانة “الملك” بسبب دعوة لمحاكمة أعضاء في العائلة الحاكمة”. وقارن الكاتب بين الأحكام التي تصدر بحق الناشطين على خلفية التعبير عن آرائهم، وبين الأحكام المخففة التي تصدرها السلطات بحق القتلة والمعذبين في المؤسسة الأمنية.
وتطرّق إلى الأحكام المخففة التي أصدرها القضاء بحق المتهمين بتعذيب وقتل المدون البحراني” علي صقر”، مضيفا بأنه في البحرين “يمكنك قتل المتظاهرين والحصول على عقوبة مخففة بالمقارنة بعقوبة الإساءة لمشاعر مؤسسة أمنية”.
ووصف الكاتب في مقاله نبيل رجب بأنه “شجاع وعاطفي وجذاب، وهو من النوع الذي كلما خرج من السجن فإنه يكون أكثر عزيمة وإصرارا في الدفاع عن قضيته”. الكاتب يشير إلى التهمة التي اعتقل بسببها نبيل، وهي اتهامه للمؤسسة الأمنية بأنها حاضنة فكرية لداعش، معتبرا أن النظام يخشى تحميله مسؤولية انضمام عدد من منتسبي قواته الأمنية إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
ويختتم الكاتب مقالته بالقول “بأن الانتخابات القادمة في نوفمبر لا معنى لها”. وقال “إن الأوضاع الحالية تبعد من رؤية حل سياسي للأزمة”.
وفي سياق متصل، نددت منظمات حقوقية محلية ودولية اعتقال السلطات البحرينية لرئيس مركز البحرين لحقوق الانسان نبيل رجب، معتبرين أن هذا الاعتقال يمثّل ضربة خطيرة أخرى لحريّة التعبير في البحرين ويرسخ محاولات السلطة لتكميم أفواه المعارضين.
إلى ذلك، طالبت منظّمة العفو الدوليّة السلطات البحرينيّة بالإفراج الفوريّ عن رجب الذي تم اعتقاله بسبب تغريدات عبر موقع "تويتر" زعمت النيابة العامة إنها تضمنت إهانة لوزارة الداخليّة، فيما أصبح رجب مهدداً بالسجن ثلاث سنوات.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى الإفراج الفوري عن رجب وإسقاط التهم عنه.
وقال جو ستورك، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، بأن اعتقال رجب يُظهر “أن حكّام البحرين عازمون على إسكات أحد أكثر النقّاد صراحةً.
هذا واستنكرت منظمة سلام البحرين لحقوق الانسان قرار النيابة العامة بتوقيف الحقوقي نبيل رجب سبعة أيام على ذمة التحقيق بسبب نشاطه الحقوقي وممارسته لحقه في التعبير عن الرأي، ودعت المجتمع الدولي لضمان سلامة رجب داخل المعتقل والضغط للإفراج عنه.
كما واستنكرت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية اعتقال النظام البحريني للحقوقي رجب؛ وعبرت الوفاق عن رفضها لأساليب القمع والقهر والانتقام الذي يستخدمها النظام في البحرين ضد كل النشطاء والمدافعين عن حقوق الانسان. وطالبت الوفاق بالافراج الفوري عن الحقوقي رجب واحترام حقوق النشطاء في الدفاع عن حقوق الانسان المنتهكة والمسلوبة.
وتعليقاً على التغريدات التي نشرها رجب وتسبّبت باعتقاله، قال الناشط السياسي السعودي حمزة الحسن بأن الحقوقي رجب لم يخطئ حين قال بأن داخلية البحرين تحتضن الإرهاب، وسأل الحسن عن الإجراءات التي اتخذتها الداخلية البحرينية حيال منْ رفعوا علم القاعدة وداعش أمام السفارة الأميركية في البحرين. وأضاف “هل تشرح لنا داخلية البحرين ماذا فعلت لأولئك الذين رفعوا علم داعش في تجمع مسجد الفاتح مؤخراً؟ وكم عدد منتسبي الداخلية الذين يقاتلون مع داعش؟
مقاطعة للانتخابات البرلمانية القادمة
من جاب آخر كشف الشيخ سلمان خلال حديثه في خطبة الجمعة أمس، عن فشل التوافق بين السلطة المعارضة على صيغة حل للازمة في البلاد.
وأعلن الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان بشكل رسمي مقاطعة المعارضة الإنتخابات المقبلة.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن الشيخ علي سلمان من قبل بأن المعارضة ستعلن موقفها الرسمي من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في الثاني والعشرين من نوفمبرالمقبل خلال 10 أيام كحد أقصى.
وأشار أمين عام الوفاق أن السلطات البحرينية رفضت أي نوع من الحلول المنطقية والمعقولة في العملية السياسية، وقال بأنه ليس من المعقول أن ندعو البحرينيين لانتخابات لن تمكنهم من التشريع ولا التنفيذ وليس لها علاقة بالقضاء وتوزيع الثروة الوطنية.
وكان الشيخ عيسى قاسم قد دعى خلال خطبة الجمعة إلى الصبر وبذل المزيد من الجهد والتضحيات من أجل نيل النصر، وشدّد الشيخ قاسم أن لكل مواطن الحق في إبداء الرأي والموقف في أي مشروع سياسيّ، بغض النظر عن صحة هذا الرأي أو عدم صحته.
وفي موضوع الموقف من الانتخابات أكد القاسم بأن الانتخابات التي تدعو إليها السلطة لا تنتمي إلى الديمقراطية، وتقوم على الحكم المطلق، وقال بأن الواقع يُكذّب هذا اللون من الانتخابات.
ميدانيا، شهدت معظم مناطق البحرين تظاهرات مؤيدة لمشروع الاستفتاء الشعبي الذي عرضته الهيئة الوطنية المستقلة للاستفتاء الشعبي، ونددت بلدات كرزكان والسنابس والمعامير وعشرات المناطق الاخرى التي شهدت مسيرات داعمة للاستفتاء الشعبي، نددت بالاحكام القضائية التي وصفوها بالجائرة، حيث اكد المتظاهرين تمسكهم بقضية المعتقلين حتى تحقيق الافراج الفوري عنهم. فيما تتواصل ردود الافعال الرافضة لقرار ملك البحرين حمد آل خليفة تحديد موعد الانتخابات النيابية على قاعدة تعيين نصف اعضاء المجلس وانتخاب النصف الاخر.
من جانبهم، نظم عدد من الناشطين البحرينيين اعتصاما ضد المؤتمر والمعرض الذي ترعاه المنامة في العاصمة الألمانية برلين تحت شعار "هذه البحرين". ولدى وصول الوفد الرسمي البحريني للمشاركة في المؤتمر، ندد الناشطون بجرائم السلطة ورفعوا شعارات مناهضة للنظام، مؤكدين أن ما تقوم به السلطة هدفه التغطية على الجرائم التي ترتكبها بحق شعبها الاعزل.