كشف تقرير لمجلة “فايننشال تايمز” البريطانية عن التحديات الاقتصادية التي يواجهها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تطبيق “رؤية 2030” لاقتصاد السعودية، وخاصة إنشاء مشروع “مدينة الملك عبدالله” الاقتصادية السعودية المعروف اختصاراً باسم “نيوم”، مع هروب الاستثمارات وتخوف المستثمرين الأجانب من السياسات المتبعة في الرياض.
تقرير: سناء ابراهيم
تتكاثر التحديات التي تواجه خطط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الاقتصادية في البلاد مع تخوف المستثمرين من السياسات المتبعة، ومع انتظار تبلور مشروع “نيوم” التي توصف بـ”المدينة النائمة”، والتي تبلغ تكلفة إنشائها نحو 500 مليار دولار.
ونشرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” تقريراً عن “مدينة الملك عبد الله” الاقتصادية السعودية، بوصفها مؤشراً على التحديات التي تواجه رؤية التحديث، وتنويع النشاط الاقتصادي في البلاد، مشيرة إلى أن المدينة أُنشئت قبل عقد كجزء من مشروع بقيمة 30 مليار دولار لإنشاء 6 مدن جديدة لتنويع اقتصاد البلاد المعتمد على النفط وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير 1.3 مليون فرصة عمل، وإضافة 150 مليار دولار إلى إجمال الناتج المحلي.
يشير التقرير إلى أنه على الرغم من توفير حريات اجتماعية في المدينة أكثر من المدن السعودية الأخرى، فإن المدينة الواقعة على بُعد 145 كيلومتراً إلى الشمال من جدة، تبدو هادئة تماماً وخالية، وكان الهدف أن تكون مركزاً للخدمات اللوجيستية والصناعية، بيد أن معاناتها في جذب المستثمرين والسكان تؤشر على معركة طويلة تواجهها المملكة في جذب الرأسمال الأجنبي في مجالات خارج قطاع الطاقة.
ولفتت الصحيفة البريطانية الانتباه إلى أن هذا النموذج يسلط الضوء على التحديات التي تنتظر ابن سلمان لإنجاز “رؤية 2030” التي تهدف إلى إنهاء الدور المهيمن للدولة، وإحداث 450 ألف فرصة عمل في القطاع الخاص بحلول عام 2020، وخفض نسبة البطالة، حيث تم تجريب خطط تنويع اقتصادي مشابهة مرات عدة وتعثرت، لكن المسؤولين يصرون على القول إنهم استفادوا من دروس الماضي.
واعتبر التقرير أن الشركات السعودية تعاني من ركود اقتصادي وإجراءات تقشف حكومية، في حين أظهرت المجموعات الأجنبية تردداً في الاستثمار خارج قطاع الطاقة، مشيراً إلى أن الرياض لم تعلن سوى عن صفقة كبرى واحدة لمشروع طاقة شمسية مع مصرف “سوفت بنك” الياباني، بعد جولة ابن سلمان في كل من بريطانيا والولايات المتحدة.