قطر / التليغراف البريطانية – نشرت صحيفة التليغراف البريطانية في عددها الصادر اليوم تحقيقاً مفصلاً حول دعم قطر للجماعات الإرهابية والمتطرفة في العراق وسوريا، حيث استند فيها كبير مراسلي الصحيفة روبرت مينديك إلى التقارير الأمريكية والوثائق الأمريكية التي صدرت مؤخراً، وتحاول مرآة البحرين إبراز أهم ما جاء في هذا التقرير على أن تقدم النص مترجمًا لاحقاً.
وفي التفاصيل أن أحد أهم ممولي تنظيم القاعدة، وهو خليفة محمد تركي السبيعي، والذي اعتقل في قطر لتورطه في تمويل القيادات التي أشرفت على تخطيط أحداث 11 سبتمبر/أيلول، عاد من جديد للأضواء حيث كشفت وثائق أمريكية صدرت مؤخراً عن استمراره في تمويل التنظيمات الإرهابية.
وكان السبيعي قد اتُّهم سابقاً بتقديم الدعم المالي لخالد الشيخ محمد ووضع على اللائحة السوداء لممولي الجماعات الإرهابية منذ العام 2008 .
أما خالد الشيخ محمد، والذي ألقي عليه القبض في مارس/آذار من العام 2003، فيعتبر العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر ويقبع حالياً في سجن غوانتنامو، وتشير معلومات إلى أن خالد الشيخ محمد عاش هو الآخر فترة التسعينيات في قطر بحرية تامة رغم كونه مطلوباً للولايات المتحدة الأمريكية.
وبالعودة إلى خليفة محمد تركي السبيعي، تشير التفاصيل إلى أنه مواطن يحمل الجنسية القطرية، ويبلغ من العمر 49 عاماً ويعمل في البنك المركزي القطري، ويتصرف نيابة عن القيادة العليا لتنظيم القاعدة، فهو على ما يبدو مخوّل منهم، وعمل لفترة طويلة كحلقة وصل بين تنظيم القاعدة وجهات أخرى في الشرق الأوسط، وتقول الحكومة الأمريكيةإن السبيعي موّل قيادات تنظيم القاعدة في باكستان كما سهّل تنقل مقاتلين من القاعدة إلى مخيم في باكستان، لكن اسمه ورد في تحقيقات أجرتها السلطات البحرينية بعد إلقائها القبض على عناصر من تنظيم القاعدة، وحكمت عليه غيابياً بالسجن بتهمة الإنتماء لخلية إرهابية وتجنيد مقاتلين وإرسالهم للتدريب في مخيمات تابعة لتنظيم القاعدة، وتمويل جماعات إرهابية.
وبعد حكم المحكمة البحرينية بشهرين، قامت السلطات القطرية بإلقاء القبض على السبيعي وأودعته السجن حيث مكث فيه لمدة ستة شهور وأُخليَ سبيله في سبتمبر/أيلول من العام 2009 .
وتشير برقية أمريكية في 2008 إلى أن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر الرجل القوي آنذاك في الدولة، كان أحد المتورطين في القضية بالإضافة إلى الإستخبارات القطرية، لكن الحكومة الأمريكية فضّلت التعاطي بدبلوماسية مع قطر، التي شكرتها على جهودها في مكافحة الإرهاب.
وبعد إفراج السلطات القطرية عن السبيعي،وضعت الأمم المتحدة اسمه في قائمة الأشخاص المشمولين بالعقوبات بسبب صلاته بجماعة إرهابية.
مؤخراً نشرت وزارة الخزانة الأمريكية وثائق بيّنت أن السبيعي لازال داعماً وبقوّة للجماعات الإرهابية، وتشير الوثائق الأمريكية إلى أن السبيعي واصل دعمه للنشاطات الإرهابية من خلال شخصين أردنيين يحملان الجنسية القطرية وفقاً للحكومة الأمريكية.
حيث أن السبيعي لديه علاقة بشخص يدعى “أشرف محمد يوسف عثمان عبدالسلام”، وهو أردني الأصل وقطري الجنسية مقيم في سوريا منذ بداية الأحداث في 2011، وتصفه الحكومة الأمريكية بأنه أحد ممولي تنظيم القاعدة في العراق وجبهة النصرة في سوريا، وحسب الوثائق فإن أشرف عبدالسلام قام بنقل مئات الآلاف من الدولارات، تسلمها من السبيعي/ لإيصالها إلى تنظيم القاعدة في باكستان.
كما كشفت الوثائق الحديثة عن أن السبيعي على علاقة بشخص آخر يدعى “عبدالملك محمد يوسف عثمان عبدالسلام” ويعرف بـ “عمر القطري” أردني الأصل وقطري الجنسية، والقطري أحد الذين نقلوا مئات الآلاف من الدولارات، في العام 2011، من السبيعي إلى محسن الفضلي أحد أهم قيادات مجموعة “خراسان” التابعة لتنظيم القاعدة والتي وصفتها أمريكا بأنها أخطر من “داعش” حيث كانت تخطط لشن عمليات على طائرات ركّاب أمريكية وأوروبية من خلال وضع المتفجرات في علب معجون الأسنان.
وقامت قوات أمريكية بشن هجمات جويّة على مقر تنظيم “خراسان” قبل أسبوع في سوريا.
ووفقاً للوثائق الأمريكية فإن “عمر القطري” جمع أموال تبرعات للقاعدة عبر الإنترنت ونسّق مع خليفة السبيعي الذي قام بنقل مئات الآلاف من اليورو إلى قيادة تنظيم القاعدة، والقطري يقبع حاليًا في السجن في لبنان، حيث تم اعتقاله من قبل السلطات اللبنانية في العام 2012 حيث كان يهمّ بالصعود إلى طائرة ركاب “قطرية” وبحوزته مئات الآلاف من الدولارات كان ينوي تسليمها لتنظيم القاعدة.
وتوسّعت الشبكة الإرهابية لتشمل أشخاص آخرين من الجنسية القطرية، حيث أضافت الحكومة الأمريكية مؤخراً إبراهيم عيسى حجي محمد البكر الذي تربطه علاقة وثيقة بـ “عمر القطري” وعرف عن “البكر” تكوينه لخلية إرهابية كانت تخطط للقيام بعمليات ضد القاعدة الأمريكية في قطر عام 2006 .
وتقول التقارير الأمريكية إن السلطات القطرية ألقت القبض على “البكر” ولكنها أطلقت سراحه لاحقاً بعد تعهده بعدم القيام بنشاطات إرهابية داخل قطر.
وتعتقد الحكومة الأمريكية أن “البكر” يلعب اليوم دور حلقة الوصل بين ممولي تنظيم القاعدة في الخليج والقيادة في أفغانستان.
وضمّت الوثائق الأمريكية أيضاً عمليات تحويل من قبل شخص “مجهول الهوية” قدّرت بـ مليون و 250 ألف يورو لطارق الحرزي المتهم بقيادة تنظيم “داعش” والذي يعمل على مساعدة الجهاديين الأجانب بما فيهم بريطانيين من التسلل إلى الأراضي السورية عبر الحدود التركيّة.
أما عبدالرحمن بن عمير النعيمي الذي وضعته أمريكا في ديسمبر/كانون الأول الماضي على لائحة الإرهاب، فقد كان عمل لفترة قصيرة كمستشار للحكومة القطرية، وهو أحد أعضاء مجلس إدارة “مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية” التي تموّلها الأسرة المالكة، وتتهم الولايات المتحدة “النعيمي” بإرسال مبلغ شهري يقدر بمليون و 250 ألف يورو لتنظيم القاعدة في العراق من خلال المؤسسة الخيرية المذكورة.
وسيصدر مركز الأبحاث الأمريكية للشئون الأمنية تقريرًا جديدًا في الشهر المقبل ومن المتوقع أن يتضمن هذا التقرير أسماء 20 شخصية قطرية 10 منها موضوعة حاليًا من قبل حكومة الولايات المتحدة على القائمة السوداء.
(مرآة البحرين)